أصول الأحكام الجامع لأدلة الحلال والحرام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

من كتاب الصلاة وباب الأذان

صفحة 228 - الجزء 1

  واستدل مخالفونا بماروي أن رسول الله ÷ أمَّ أنساً وعجوزاً خلفه. وبما روي من قول النبي ÷ لأبي بكرة حين أحرم خلف الصف وحده: «زادك الله حرصاً ولا تعد»⁣(⁣١).

  ونحن ندفع قولهم بأن العجوز جاز لها أن تقف وحدها للعذر، وعندنا أنه يجوز مع العذر، ولم تكن لتقف مع أنس في الصف، وكذلك يحتمل أن يكون أبو بكرة خاف الفوات، لأنه أحرم قبل أن يلحق الصف خوف الفوات، فالحال حال العذر، وقول النبي ÷: «لا تعد» نهي، والنهي يدل على فساد المنهي عنه.

  ٤٩٢ - خبر: وعن النبي ÷ أنه قال: «إنما جعل الإمام لأن يؤتم به»⁣(⁣٢).

  ٤٩٣ - خبر: وعن النبي ÷ أنه سمع خفق نعل وهو يصلي وهو ساجد، فلما فرغ من صلاته قال: «من هذا الذي سمعت خفق نعليه»؟ قال: أنا يا رسول الله. قال: «فما صنعت؟» قال: وجدتك ساجداً فسجدت. قال: «هكذا فاصنعوا ولا تعتدوا بها، ومن وجدني قائماً أو راكعاً أو ساجداً فليكن معي على حالتي التي أنا عليها»⁣(⁣٣).

  لنا: دل قوله ÷: «ولا تعتدوا بها» على أنه أراد بقوله: «هكذا فاصنعوا» الاستحباب، وعلى أنه يبتدئ الصلاة بتكبيرة الإحرام بعدها،


= أبي شيبة: ٧/ ٢٨٠، مسند أحمد: ٤/ ٢٢٨، المعجم الكبير: ٢٢/ ١٤١، ١٤٢، ١٤٣.

(١) شرح التجريد (خ) للإمام المؤيد بالله #، المنتقى لابن الجارود: ١/ ٨٨، البخاري: ١/ ٢٧١.

(٢) شرح التجريد (خ) للإمام المؤيد بالله #، مسلم: ١/ ٣٠٨، ٣٠٩، ٣١١، المنتقى لابن الجارود: ١/ ٦٧، صحيح ابن حبان: ٥/ ٤٦٠، ٤٦٧، ٤٦٩، ٤٧٨، مجمع الزوائد: ٢/ ٧٨، سنن الترمذي: ٢/ ١٩٤، سنن الدارمي: ١/ ٣١٩، ٣٤٣، سنن الدار قطني: ١/ ٣٢٧، ٣٣٠.

(٣) شرح التجريد (خ) للإمام المؤيد بالله #، مصنف ابن أبي شيبة: ١/ ٢٢٧.