صوت اليمن والإسلام
  وتمتمات وزمزمات آل (زريع) في (عدن) و (زوامل) مشايخ (جنب) ترعب (ذمار) ومخاليفها وأشعار وأراجيف (آل حاتم) تقلق (صنعاء) وأعمالها، حتى حدود بلاد الأهنوم، حيث (أولاد القاسم العياني وأحفاده) يتخطّرون في عناد، ما بين (شهارة) و (الشرفين) و (مسور) ويتقارعون مع آل (أبي الحفاظ) سلاطين (حجور) و (أحفاد الهادي) في (صعدة) يتنابزون، و (الأشراف) في (المخلاف) يتشاجرون مع الجميع.
  وصوت هذا الشاب العالم الشاعر الزاهد الشجاع يدوّي بين كل تلك (التشويشات) في صفاء ويقين وعزم وتصميم. لقد كان بحق (صوت اليمن) العربية المسلمة»(١).
  ويقول شيخنا السيد العلامة الحجة مجد الدين بن محمد - أيده الله تعالى - مترجماً للإمام أحمد بن سليمان #: (اجتمع لديه من سلالة الوصي ثلاثمائة رجل من أهل البسالة والعلم، ومن سائر العلماء ألف وأربعمائة رجل، منهم: القاضي العلامة إسحاق بن أحمد بن عبدالباعث المتوفى سنة خمس وخمسين وخمسمائة ¥ واستفاض على جميع اليمن، وخطب له بينبع وخيبر، وانقادت لأحكام ولايته الجيل والديلم، ودخل إلى جهات صعدة في قدر عشرين ألفاً من فارس وراجل.
  ومن ملاحمه العظام التي هدّ بها أركان الملحدين الطغام، وقعة في اليمن انجلت عن خمسمائة قتيل، وخمسمائة أسير، وكانت خيله في
(١) تاريخ اليمن الفكري: ١/ ٤٥٦ - ٤٥٧.