من باب صفة من توضع فيهم الزكاة
  أوساخ الناس»(١).
  ٨٩٢ - خبر: وعن النبي ÷ أنه قال: «ليس المسكين بالطواف الذي ترده التمرة والتمرتان والأكلة والأكلتان، لكن المسكين الذي لا يجد ما يغنيه»(٢).
  دل على أن المسكين من لا يجد ما يكفيه وأن الذي تكفيه العطية ليس بمسكين وقد قيل في تفسير قوله تعالى: {أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ}[البلد: ١٦] هو من يلصق جلده بالتراب من العرى ذكره المؤيد بالله قدس الله روحه. قال: ويحمل قول الله تعالى: {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ}[الكهف: ٧٩] على وجهين: أحدهما أنه يروى أنها كانت لغيرهم ملكا وأنهم كانوا أجراء يعملون فيها ونسبها إليهم كما تنسب الدار إلى من يسكنها وإن لم يملكها وعلى هذا قال الله تعالى: {لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ}[الأحزاب: ٥٣] وقال في موضع لنساء النبي ÷: {وَقَرْنَ فِيْ بُيُوتِكُنَّ}[الأحزاب: ٣٣] فنسب البيوت إلى النبي ÷ في موضع ونسب البيوت إلى نسائه في موضع آخر. والوجه الثاني: أنه يحمل على أن تكون السفينة قليلة الثمن لشركاء كثير فيكون كل ما يخص كل واحد منهم طفيفاً نزراً قال: وأهل اللغة تفرق بين الفقير والمسكين. وروي عن ثعلب أبي العباس أن العباس قال: قيل لأعرابي أفقير أنت؟ قال: بل
(١) شرح التجريد (خ) للإمام المؤيد بالله #، مسلم: ٢/ ٧٥٣، صحيح ابن حبان: ١٠/ ٣٨٥، سنن البيهقي الكبرى: ٧/ ٣١، شرح معاني الآثار: ٣/ ٣٠٠.
(٢) رواه الإمام الهادي # في الأحكام وشرح التجريد (خ) للإمام المؤيد بالله #، شرح معاني الآثار: ١/ ٢٧، ٢/ ٦٣، معتصر المختصر: ٢/ ٢١٠، المعجم الأوسط: ٩/ ٣٠، مسند أحمد: ٢/ ٤٦٩.