من باب الاعتكاف وذكر ليلة القدر
  وذهب الشافعي، وأبو يوسف، ومحمد إلى أنه يجوز أن يعتكف بعض يوم واستدلوا بماروي عن عائشة أنها قالت: كان النبي ÷ إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر، ثم دخل معتكفه. وهذا الخبر محمول عندنا على أنه صلى الفجر في المسجد والمعتكف الذي كان يدخله موضع في المسجد يجلس فيه، ويؤيد ذلك ماروي عن نافع قال: أراني عبدالله يعني ابن عمر المكان الذي كان يعتكف فيه رسول الله ÷، وأبو حنيفة يوافقنا في أن المعتكف يدخل المسجد قبل الفجر ويقف فيه إلى الليل إلا أن يخرج لحاجة لابد منها فيقضيها ويعاود إلى معتكفه.
  ١٠٣٧ - خبر: وعن عائشة قالت: كان النبي ÷ يعود المريض وهو معتكف(١).
  ١٠٣٨ - خبر: وعن عاصم بن ضمرة، عن علي # قال: إذا اعتكف الرجل فليشهد الجمعة وليعد المريض وليشهد الجنائز وليأت أهله فليأمرهم بالحاجة وهو قائم(٢).
  ١٠٣٩ - خبر: وعن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي # قال: إذا اعتكف الرجل فلايرفث ولايجهل ولايقابل ولايساب ولايماري ويعود المريض ويشيع الجنازة ويأتي الجمعة ولايأتي أهله إلا لغائط أو حاجة فيأمرهم بها وهو قائم لا يجلس(٣).
  وذهب قوم إلى أن المعتكف لا يعود المريض، واستدلوا بما روي
(١) شرح التجريد (خ).
(٢) شرح التجريد (خ).
(٣) المجموع الحديثي والفقهي برقم ٢٥٠ ص ١٥١.