من كتاب البيوع
  عبيده في خلقه كما أن عبيدنا لا تشاركنا فيما رزقنا.
  فإن قيل: فقد قال الله تعالى: {وَأَنكِحُوا الأيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ الله مِنْ فَضْلِهِ}[النور: ٣٢].
  قلنا: الغنى هاهنا هو النكاح قال الله تعالى: {وَلْيَسْتَعْفِفْ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ الله مِنْ فَضْلِهِ}[النور: ٣٣].
  فإن قيل: فقد روي خبر عن النبي ÷ أنه قال: «من أحيا أرضاً ميتة فهي له»(١) ولم يستثن عبداً من حر.
  قلنا: ليس العبد المحيي لأن كسبه لمولاه، وكذلك لو أحياها الأجير لغيره بالأجرة لم يكن للأجير لما كان(٢) المحيي هو المستأجر دون الأجير، ولا خلاف أن العبد لا يملك بالإرث والْغُنْمِ، فكذلك سائر الأملاك.
  ١٧٢٣ - خبر: وعن بكار العبدي قال: ارتفع رجلان إلى أمير المؤمنين # فقال أحدهما: غلامي يا أمير المؤمنين ابتاع من هذا بيعاً وإني رددت عليه، فأبى أن يقبله، فقال علي #: أتبعث غلامك بالدرهم ليشتري لك لحماً منه(٣)؟ قال: نعم. قال: فقد
(١) الأحاديث المختارة: ٣/ ٢٩٧، ٣/ ٢٩٨، مجمع الزوائد: ٤/ ١٥٨، سنن البيهقي الكبرى: ٦/ ٩٩، ١٤٢، ١٤٣، سنن أبي داود: ٣/ ١٧٨، السنن الكبرى: ٣/ ٤٠٥، موطأ مالك: ٢/ ٧٤٣، شرح معاني الآثار: ٣/ ٢٦٨، ٢٧٠، مسند البزار: (٤ - ٩) ٤/ ٨٦، المعجم الأوسط: ١/ ١٩٠، مسند أحمد: ٣/ ٣٣٨.
(٢) في (ج) بدون: (لما كان).
(٣) في (ب، ج): لحماً به.