أصول الأحكام الجامع لأدلة الحلال والحرام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

[الأخبار الواردة المضمضة والاستنشاق]

صفحة 100 - الجزء 1

  استدل مخالفونا على أن المنخرين والفم ليسا من الوجه بهذا الخبر⁣(⁣١)، ونحن ندفع قولهم بقول الله تعالى: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَائِيل}⁣(⁣٢) [البقرة: ٩٨].

  ٨٧ - خبر: وروي عن علي # أنه قال: جلست أتوضأ، فأقبل رسول الله ÷ حين ابتدأت في الوضوء فقال: «تمضمض واستنشق واستنثر»⁣(⁣٣).

  ٨٨ - خبر: وروي عن رسول الله ÷ أنه قال: «إذا توضأت فأبلغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً»⁣(⁣٤). وفي بعض الأخبار: «ما لم تكن صائماً». وهذا الخبر روي عن عاصم بن لقيط عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله، أخبرني عن الوضوء، قال: «أسبغ الوضوء وخلل بين


= ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن ماجة ١/ ١٩١ رقم (٥٧٧) عن جابر.

(١) وجه الدلالة أن غسل الوجه معطوف على المضمضة والاستنشاق، وهذا يعني استقلال كل منهما لأن الشيء لايعطف على نفسه.

وقد نص الإمام الهادي # في الأحكام: ١/ ١٤٩ والمنتخب: على أن الفم والمنخرين من الوجه، وكذلك الإمام القاسم بن إبراهيم في مسائل النيروسي ذكره عن الإمام المؤيد بالله في شرح التجريد (خ).

(٢) الاستشهاد بالآية من باب المماثلة، فقد ورد في الآية جبريل وميكائيل، وهما بلا شك داخلان في عموم الملائكة، فكذلك تخصيص المضمضة والاستنشاق في الحديث المذكور مع غسل الوجه، والله أعلم.

(٣) أخرجه المؤيد بالله في شرح التجريد (خ)، وعلي بن بلال في شرح الأحكام (خ) من طريق الإمام زيد عن آبائه عن علي (ع). وله شاهد من حديث ابن عباس أخرجه الدار قطني ١/ ١٠٠، بلفظ: إذا توضأ أحدكم فليتمضمض وليستنشق وليستنثر والأذنان من الرأس.

(٤) أخرجه المؤيد بالله في شرح التجريد (خ) وأحمد في مسنده برقم (١٧١٧٢) في حديث طويل، وبرقم (١٥٧٨٥)، وابن ماجة برقم (٤٠١) كتاب الطهارة وسننها، وأبي داود برقم (٢٠١٩) كتاب الصوم.