أثمار الأزهار في فقه الأئمة الأطهار،

شرف الدين (يحيى) (المتوفى: 965 هـ)

مقدمة مكتبة أهل البيت (ع)

صفحة 16 - الجزء 1

  فإنه لم يُذكر فيه إلا قلة من العلماء، فلما حط الهادي # رحاله في اليمن تفجرت ينابيع العلم والحكمة في أصقاعه، وبقيت فواحة لم ينضب معينها إلى يومنا هذا، فلم يخلُ عصر من الأعصار من العلماء الجهابذة والمجتهدين النظار.

  وإذا عدنا إلى بداية عصر التدوين في القرن الثاني للهجرة النبوية على صاحبها وآله أفضل الصلاة والتسليم رأينا لمدرسة أهل البيت $ اليد الطولى في ذلك، ومن طليعة المؤلفين إمامنا الأعظم زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $، ثم مَنْ بعده كثر منهم التأليف والتوثيق.

  وفي العصور المتأخرة وخاصة عصر الإمام أحمد بن يحيى المرتضى مؤلف (متن الأزهار) المتوفى سنة (٨٤٠ هـ) - وصل الفقه الزيدي إلى مرتبة سامية حتى أصبح قواعد متقررة، قد استُخرِجت كل قاعدة من مصدر من مصادر التشريع، إما من كتاب الله أو من سنة رسوله ÷، عن طريق النص أو القياس، وقد نوقشت وبحثت وروجعت، حتى صارت معروفة مفهومة لكل من له أدنى معرفة - هنا عمدوا إلى تأليف المتون؛ لما فيها من الاختصار والجمع للمسائل الكثيرة المتشعبة بلفظ سهل يسير، ولسهولة حفظها والرجوع إليها، وكان (الأزهار) هو خلاصة ما سبقه من محاولات للاختصار والإيجاز، فجاء بما لم يأت به من سبقه.

  وبعده هذا الكتاب الذي بين يديك أخي القارئ أتى حفيد الإمام المرتضى وهو: (يحيى بن شمس الدين بن أحمد بن يحيى المرتضى المتوفى: ٩٦٥ هـ) لينقح مؤلَّف جدِّه، ويحاول جمع ما خرج عنه، وحذف ما لا حاجة إليه من اللفظ، وتهذيب ما يحتاج إلى تهذيب، واستخدام اللفظ الأوفى بالمعنى، والمانع لما لا يراد؛ فأتى بلفظ بليغ، ونظام بديع.

  وهذا المتن وإن لم ينتشر بين أوساط العلماء والطلبة، ولم يحظ بعُشر ما حظي به الأزهار من العناية والقراءة والشرح فإن له أهمية كبيرة؛ لذلك كثيراً ما ينقل في