أثمار الأزهار في فقه الأئمة الأطهار،

شرف الدين (يحيى) (المتوفى: 965 هـ)

مقدمة التحقيق

صفحة 15 - الجزء 1

مقدمة التحقيق

  

  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على حبيبنا محمد الأمين، وآله الطاهرين، وبعد:

  فإننا إذ نقدم لهذا المتن اللطيف (أثمار الأزهار في فقه الأئمة الأطهار) نقف أمام مرحلة متقدمة من مراحل الفقه في المدرسة الزيدية، التي هي نتاج لجهود أهل البيت $ المتقدمين والمتأخرين، فقد كان شغلهم الشاغل هو إحياء معالم الدين من أساسه إلى رأسه، وعلم الفقه من العلوم الدينية التي لا يقوم الدين إلا بمعرفتها؛ فهي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالممارسات اليومية للفرد والمجتمع، في العبادات والمعاملات، ورائد هذه المدرسة هو باب مدينة العلم علي بن أبي طالب #، الذي شهد الموالف والمخالف برجوع الصحابة إليه فيما أشكل عليهم من المسائل العويصة في شتى ميادين العلم ومن ذلك الفقه، وقد خلف ابنيه الحسن والحسين @، وهما وارثا علم النبوة، ثم أولادهما $ الذين قال فيهم جدهم المصطفى ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض»، وما زلنا نرى مصداق هذا الحديث النبوي الشريف إلى يومنا هذا وسيبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، كلما غاب نجم ظهر آخر، فاعتبروا يا أولي الأبصار وتوكلوا على الله.

  وإذا أمعنَّا النظر رأينا العلم يدور مع أهل البيت $ من عهد علي #؛ فلقد اشتهرت الكوفة والبصرة بشتى أنواع العلوم، وما ذاك إلا لأنهما محط ركابه #، وبها جلة أصحابه، وقد كان يولي العلم جانباً كبيراً من اهتمامه، وإن أغفله المؤرخون لأمور لا تخفى على الباحث اللبيب، ثم كذلك نرى الأئمة $ من بعده أينما حلوا دبت حياة العلم فيمن حولهم، وترعرت أشجاره وأينعت أثماره.

  تعالوا لنستطلع يمن الإيمان والحكمة قبل خروج الإمام الهادي # إليه؛