باب الظهار
  انْقِضَاءِ الْحَيْضِ الْآخِرِ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّةً، وَفِيْ إِنْكَارِهَا الْجُمْلَةَ كُلَّ شَهْرٍ مَرَّةً، وَتُصَدَّقُ مَنْ لَا نَحْوَ مُنَازِعَ لَهَا(١) فِيْ وُقُوْعِ نَحْوِ الطَّلَاقِ(٢) وَانْقِضَاءِ عِدَّتِهَا.
بَابُ الظِّهَارِ
  صَرِيْحُهُ: قَوْلُ مُكَلَّفٍ مُسْلِمٍ مُخْتَارٍ لِزَوْجَةٍ تَحْتَهُ: ظَاهَرْتُكِ، أَوْ أَنْتِ مُظَاهَرَةٌ، أَوْ تَشْبِيْهُهَا أَوْ جُزْءٍ مِنْهَا مُتَّصِلاً بِجُزْءٍ مِنْ أُمِّهِ نَسَباً كَذَلِكَ، وَلَوْ نَحْوَ ظُفُرٍ(٣)، فَيَقَعُ مَا لَمْ يَنْوِ غَيْرَهُ.
  وَكِنَايَتُهُ: كَأُمِّيْ وَنَحْوِهِ(٤)، وَنَحْوِ حَرَامٍ(٥)، فَتُشْتَرَطُ النِّيَّةُ، وَكِلَاهُمَا كِنَايَةُ طَلَاقٍ، وَيَدْخُلُهُ تَوْقِيْتٌ، وَتَقْيِيْدٌ إِلَّا بِمَشِيْئَةِ اللهِ تَعَالَى فِيْ الْإِثْبَاتِ، وَتَشْرِيْكٌ، وَالتَّخْيِيْرُ.
  (فَصْلٌ) وَيَحْرُمُ بِهِ الْوَطْءُ وَمُقَدِّمَاتُهُ حَتَّى يُكَفِّرَ أَوْ يَنْقَضِيَ وَقْتُهُ وَلَوْ فَعَلَ، وَلَهَا طَلَبُ الرَّفْعِ، فَيُحْبَسُ لَهُ إِنْ لَمْ يُطَلِّقْ، وَلَا يَرْفَعُهُ التَّكْفِيْرُ إِلَّا بَعْدَ الْعَوْدِ، وَهْوَ إِرَادَةُ نَحْوِ الْوَطْءِ(٦)، وَلَا يَهْدِمُهُ إِلَّا الْكَفَّارَةُ، وَهْيَ عِتْقٌ كَمَا سَيَأْتِي، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ فِيْ غَيْرِ وَاجِبِهِ وَمَحْظُوْرِهِ لَمْ يَطَأْهَا فِيْهِمَا، وَيُتَابِعُ وَإِلَّا اسْتَأْنَفَ، إِلَّا لِعُذْرٍ فَيَبْنِي، فَإِنْ تَعَذَّرَ قِيْلَ (الفقيه يوسف): أَطْعَمَ لِلْبَاقِي، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ أَوْ تَمْلِيْكُ سِتِّيْنَ كَالْيَمِيْنِ، وَيَأْثَمُ إِنْ وَطِئَ فِيْهِ، وَفِيْ الْاسْتِئْنَافِ تَرَدُّدٌ.
  وَلَا يُجْزِي الْعَبْدَ إِلَّا الصَّوْمُ، وَيَسْتَأْنِفُ بِالْأَعْلَى مَنْ أَمْكَنَهُ، وَالْعِبْرَةُ بِحَالِ الْأَدَاءِ، وَتَجِبُ النِّيَّةُ إِلَّا فِيْ تَعْيِيْنِ كَفَّارَتَيْ مُتَّحِدِ السَّبَبِ، وَلَا تَتَضَاعَفُ إِلَّا لِتَعَدُّدِ الْمُظَاهَرَاتِ أَوْ تَخَلُّلِ الْعَوْدِ وَالتَّكْفِيْرِ.
(١) أراد بنحو المنازع أن لا يغلب فِيْ الظن كذبها، بل غلب الظن بصدقها أو شك فيه؛ إذ لو غلب فِيْ الظن كذبها لم يعمل بقولها. (وابل).
(٢) أراد بنحو الطلاق الموت والفسخ والردة. (وابل).
(٣) أراد بالنحو الشعر والسن. (وابل).
(٤) كأن يقول: أنت مثل أمي أو فِيْ منازلها. (وابل).
(٥) نحو أن يقول: أنت علي كالخمر أو الميتة. (وابل).
(٦) أراد بالنحو مقدمات الوطء. (وابل).