[العدل]
  فنهى عما سخط من الفواحش والظلم عبيده، وباينهم في النهي عن ذلك إن لم ينتهوا زجره ووعيده، ثم يقدر عليهم ما نهاهم عنه ويقضيه، كما زعم الغواة الكفرة فيه، لقد قال من قال بهذا في الله الكريم، ذي الحكمة والعدل الرحيم، قولا فاحشا إدًّا، تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال من الكذب فيه على الله سبحانه هدا، إذ نسبوا إلى العدل الذي لا يجور ولا يظلم جورا وظلما، بأنه قدر المنكر والفواحش وقضاها على عباده بالإكراه لهم على خلاف الذي نهاهم عنه حتماً.
  فأنبياء الله $ الصادقون على الله جل ذكره، ينهون عن الفواحش والذنوب، ويذكرون [أن] الله سبحانه نهى عنها، وحكم بتركها، وسخطها حكما، ثم قدرها وقضاها وأرادها بتقديره لها، وشابها في إبليس اللعين يدعو إلى ما قدر بزعمهم وقضاه، وجاء محمد صلى الله عليه وعلى أهل بيته وسلم ومن قبله من أنبياء الله سبحانه ينهون عما قدر الله وقضى، فأي قول أقبح؟! وافتراء على الله جل ثناؤه لمن قال بهذا القول وأشنع وأقبح؟! من قول من قال ووهم، أن الله ø قدّر ما كره وقضاه، ثم نهى عما قدره وقضاه، وأخبر أنه يعذب عليه مَن فعله وأتاه، وقد علِم كل مَن فَهِم وعَقَل أن الله ø لا يقضي ولا يقدر على عبده ما نهاه عنه أن يفعل؟! فيا ويلهم فما أبين وأفحش جهلهم! وعماهم وخبلهم! وجدوا في شيء من كتاب الله ø أو في خبر يصح عن أنبياء الله $ أن الله سبحانه قدر وقضى ما نهى العباد عنه، أو رضي لهم ما منعهم منه