باب الإيمان
  الله رزقه قوت يوم بيوم، فلم يعلم أن الله قد جاز له في ذلك إلا عاجز أو غبي الرأي».
  وقال: حدثني أصحابي عن النبي أنه قال: «يدخل فقراء أمتي الجنة قبل أغنيائها بخمس مائة عام»، والذي نفس أبي الصهباء بيده ما يسرني أني تخلفت عن الزمرة الأولى طرفة عين وأن لي ما طلعت عليه الشمس.
  وقال جعفر بن سليمان الضبعي: عن مالك بن دينار قال: «بلغني أنه يوقف رجلان يوم القيامة أحدهما غني، والآخر فقير، كانا متواخيين في الله، فيؤمر بالفقير إلى الجنة، ويوقف الغني للحساب، ثم ثم قال: نجو بعد دهر طويل، ثم يؤمر به إلى الجنة فيستقبله أخوه الفقير، فإذا قدم عليه قال: يا أخي ما بطأ بك؟! قال: من أنت يرحمك الله؟ قال: وما تعرفني؟! قال: لا، قال: أنا أخوك فلان الفقير. فقال: ما أشد ما غيّرتك نعمة ربي يأُخي، لقد مر بي بعدك من شدة الحساب ما لو وردت على عَرَقِي مائة من الإبل أكملت خمصها لصدرت رواء من عرقي، فهذا حين أقلتُّ من الحساب»، والأخبار في هذا تكثر.
  والخلة الرابعة: فراغ القلب للفكرة والإكباب على الطاعة، قال الله تعالى: {رِجالٌ لا تُلهيهِم تِجارَةٌ وَلا بَيعٌ عَن ذِكرِ اللَّهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإيتاءِ الزَّكاةِ يَخافونَ يَومًا تَتَقَلَّبُ فيهِ القُلوبُ وَالأَبصارُ ٣٧ لِيَجزِيَهُمُ اللَّهُ أَحسَنَ ما عَمِلوا وَيَزيدَهُم مِن فَضلِهِ وَاللَّهُ يَرزُقُ مَن يَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍ ٣٨}[النور: ٣٧ - ٣٨]،