مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

باب الإيمان

صفحة 180 - الجزء 1

  فاتق الله واعلم أن الله لم يأمرك بعداوته إلا وقد نظر لك رحمة منه بك وشفقة عليك، فقال: {إِنَّ الشَّيطانَ لَكُم عَدُوٌّ فَاتَّخِذوهُ عَدُوًّا}⁣[فاطر: ٦]، وقال في ذم قوم تولوا: {إِلّا إِبليسَ كانَ مِنَ الجِنِّ فَفَسَقَ عَن أَمرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَولِياءَ مِن دوني وَهُم لَكُم عَدُوٌّ بِئسَ لِلظّالِمينَ بَدَلًا}⁣[الكهف: ٥٠]، فذلك قول الزبير وأبي موسى: «كانوا إذا فقدوا الوسواس من قلوبهم عدوها نقصا».

  وقال عمار بن ياسر رحمة الله عليه في حديث أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وحديث بن غنيمة حين صلى بهم عمار صلاة الفجر فقرأ سورة: {قُل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}⁣[الإخلاص: ١]، فقيل له: «يأبا اليقظان لقد خففت الصلوة! فقال: بادرت الوسواس، هل رأيتني نقصت من حدودها شيئا؟! سمعت رسول اله صلى الله عليه وعلى آله يقول: إن المصلي ليصلي الصلاة لا يرفع له فيها نصفها ولا ثلثها ولا ربعها ولا سدسها ولا سبعها ولا ثمنها ولا تسعها ولا عشرها»، وكذلك على أجزاء. فكان القوم إذا صلى أحدهم الصلاة القصيرة بتمام ركوعها وسجودها وقيام القلب فيها كما روى