مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

باب الإيمان

صفحة 187 - الجزء 1

  وأهل النار في النار يتعاوون، فقال له النبي #: أصبتَ فالزم».

  وكما روي عن الحسن أنه قال: «إن لله عبادا هم في الجنة كمن قد دخلها، فهم فيها متكئون، وهم في النار كمن قد دخلها فهم فيها معذبون، قلوبهم محزونة، وشرورهم مأمونة، وحوائجهم خفيفة، وأنفسهم عفيفة، نظروا فأبصروا، وخاصموا ففلحوا، تجارة يسرها لهم ربهم رب رحيم. فمنهم للخير أهل، أرادتهم الدنيا فلم يريدوها، وطلبتهم فأعجزوها، ونحن نريدها أجمعين، قالوا: حلهم لنا يا أبا سعيد - يعنون: صفهم لنا - قال: أما الليل فقيام على أطراف أقدامهم، مفترشوا جباههم، وأما النهار فعلماء حلماء أبرار أتقياء، براهم الخوف حتى صاروا كالقداح، حصُل الناظرون إليهم فقالوا مرضى، وما بالقوم من مرضى بل خُولطوا، ولقد خالط القوم أمر عظيم أعداء لمن سالم الناس الدنيا، وسلم لمن عادوا منها، ثم قال: إن أقواما تقووا بنعم الله على معاصيه، أعطاهم أموالا فقووا بها على غير طاعة، وجعل