باب الإيمان
  وقال أبو ذر رحمة الله عليه: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين سأله عن أوثق عرى الإيمان قال له: «تحب في الله وتبغض في الله».
  فإذا وصل العبد إلى درجة الحياء من الله كان كما جاء الخبر: «إذا استوت سريرة عبدي وعلانيته فذلك عبدي حقا». وقد أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بحقيقة الحياء من الله في حديث ابن مسعود.
  أخبرنا أبو عمرو العبدي، قال: أخبرنا مروان بن أبي معاوية الفزاري، عن ابن إسحاق، عن الصباح بن محمد، عن قراة الهمداني، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله ÷ يوما لأصحابه: «بينوا آجالكم دون آمالكم، واستحيوا من الله حق الحياء، قالوا: يا رسول الله إنا بحمد الله نستحيي من الله، قال: ليس ذلك حقيقة الحياء من الله، ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، وليذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فإذا فعل العبد ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء».