مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

باب شرح اليقين

صفحة 203 - الجزء 1

  وقال سعد بن أُبي، وعمر بن ثعلب، وغيرهما: عن النبي ÷ أنه قال #: «إني أعطي أقواما الدنيا وأمنع آخرين ليس معهم من الدنيا شيء، لما جعل الله فيهم من الصبر واليقين».

  وقال النبي صلى الله عليه وآله: «أَكِلُ كل قوم إلى إيمانهم».

  وقال ÷: «ما منكم إلا ولو شيئت أن أجد أحد عليه في خلقه ما خلا عمار بن ياسر»، وإنما أراد بذلك # زيادة لزداد اليقين، لأن زيادة اليقين خطرات، كما قال #: «الإيمان ثابت، واليقين خطرات». وقد قال بعض أهل المعرفة: «مثقال ذرة من يقين تملأ القلب نورا»، وإنما أراد زيادة اليقين.

  وقال الله جل ثناؤه يحكي قول إبراهيم #: {رَبِّ أَرِني كَيفَ تُحيِي المَوتى قالَ أَوَلَم تُؤمِن قالَ بَلى وَلكِن لِيَطمَئِنَّ قَلبي}⁣[البقرة: ٢٦٠]، قال مجاهد وغيره: «ليزداد يقينا»، وقال غيرهم: «إنما سأل المعاينة لأن قومه سألوه هل رأيت كيف يحيي ربك الموتى؟ فقال: لا، إلا أني قد علمت ذلك وتيقنته وتأولته»، فسأل الله ذلك ليكون إذا راجعهم في الدعاء إلى ربه، فسألوا عن رؤية ذلك أن يقول: نعم، ليقطع شغبهم.