باب العدل
  غوصهم، وليس ذلك لغيرهم من أهل الجهل، الذين يضلون بغير علم ولا كتاب مبين، فإذا كانوا كذلك وقاموا في درجة الفهم عن الله ثبَّت الله قلوبهم بتأييده، وأمدهم بمعونته، وعصمهم من الزيغ والشبهة بعصمته.
  وقد أخبرنا الله ø أنه قد كفى عباده ما يحتاجون إليه بقوله: {ما فَرَّطنا فِي الكِتابِ مِن شَيءٍ}[الأنعام: ٣٨]، وفيه مبينات كل شيء، فالمدركون له علماء آل محمد $.
  وقال في التكليف لنبيه # قل يا محمد: {وَما أَنا مِنَ المُتَكَلِّفينَ}[ص: ٨٦]. وروي عن عائشة قال رسول الله ÷: «قد ربما ضر المتكلف نفسه»، وقال: «المتكلف لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى»، ثم قال ø: {اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دينًا}[المائدة: ٣].
  وقال عمر بن الخطاب، وابن عباس: «لقد اتخذنا يومها عيدا، نزلت ليلة الجمعة عشية عرفة»، وقال تعالى: {وَنَزَّلنا عَلَيكَ الكِتابَ تِبيانًا لِكُلِّ