مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

باب الجهاد

صفحة 261 - الجزء 1

  {وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ...}⁣[ص: ٢٦] الآية، فوكد الوعيد على المؤمنين في اتباع الهوى في الحكم، وكذلك وجوبه في سائر النهي عنه.

  وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قال: «إنكم في زمان كثير علماؤه، قليل خطباؤه، الصلاة فيه طويلة، والخطبة فيه قصيرة، الهوى فيه تابع للعمل، وخير العمل مجاهدة النفس في الإخلاص بالعمل، ومخالفة الهوى في ذلك بالميل إلى ترك التصنع، وسيأتي عليكم زمان كثير خطباؤه، قليل علماؤه، الخطبة فيه طويلة، والصلاة فيه قصيرة، والعمل فيه تابع للهوى»، يعني: عمل الطاعة باتباع الهوى، وترك المجاهدة بالإخلاص والنصفة للعمل.

  وقال أبو ثعلبه الجنشي: عن النبي صلى الله عليه وآله: «إذا رأيت شحا مطاعا، وهوى متبعا، ودنيا مؤثَّرة، وإعجاب كل أمرئ بنفسه ورأيه، فعليك بخاصة نفسك، ودع عنك العوام». ومعنى قوله #: «شح