به البر من الإثم، فليل في القلب البر ويدع الإثم وما تشابه منه، كما روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: «لا يجد العبد طعم الإيمان حتى يدع الإثم وما تشابه منه»، ومعنى «يدع الإثم» أي: يدع الحرام، «وما تشابه» يعني: المتشابه وبعض ما أطلق له ليجعله حاجزا بينه وبين الحرام، فإذا نزل العبد بهذه المنزلة كان ممن له واعظ من نفسه.

  وكذا روي عن النعمان بن بشير، عن النبي # أنه قال: «حلال بَيِّن، وحرام بَيِّن، وشبهات بين ذلك، فمن ترك الشبهات استبرأ لعرضه ودينه، وكان لما سواه من الحرام أَترَك، ومن يواقع الشبهات يوشك أن يواقع الحرام، كالمرتعي حول الحمى أوشك أن يواقع الحمى، ألا وإن لكل ملك حما، ألا وحما الله في الأرض المحارم». فأهل الوعظ للأنفس هم الذين