باب الفرق بين العقل والهوى
  تغيير المنكر، لأن تغيير المنكر هو المعروف يأمر به، فقد ينصرف على نهي المنكر، وعلى الإزدياد في المعروف والترغيب فيه، كل ذلك في اللغة جايز.
  وقال علي بن أبي طالب ¥: «المعروف باليد فإن لم يستطع باليد فباللسان، فإن لم يستطع باللسان فبالقلب وذلك أضعف الإيمان، وإذا صار العبد إلى ترك تغيير القلب نُكِسَ القلب فجعل أعلاه أسفله، فحينئذ لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا»، فقد فسره علي بن أبي طالب على ما ذكره النبي @ ثلاثة وجوه:
  فأعلاها درجة اليد وهي التي وصفنا من فعل النبي # والأئمة من عترته، الذين لم يرض لهم بالتقصير في أمره، وقد ذَكَرَ أهل التقصير عن أمره فذمهم بما كان من تقصيرهم وأنزل بهم عقوبته.
  وقال ابن مسعود: عن النبي ÷: «لما وقع النقص في بني إسرائيل، كان الرجل يرى أخاه على الفاحشة فلا ينهاه عنها، ثم لا يمنعه ما رأى منه أن يكون أكيله وشريبه، فضرب الله قلوب بعضهم ببعض، وأنزل فيهم قرءانا، وليجعلهم معتبرا لمن بعدهم، وتحذيرا لمن فَهِمَ عن الله خبرهم، فقال تعالى: {لُعِنَ الَّذينَ كَفَروا مِن بَني إِسرائيلَ عَلى