مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

باب الفرق بين العقل والهوى

صفحة 291 - الجزء 1

  لِسانِ داوودَ وَعيسَى ابنِ مَريَمَ ذلِكَ بِما عَصَوا وَكانوا يَعتَدونَ ٧٨ كانوا لا يَتَناهَونَ عَن مُنكَرٍ فَعَلوهُ لَبِئسَ ما كانوا يَفعَلونَ ٧٩ تَرى كَثيرًا مِنهُم يَتَوَلَّونَ الَّذينَ كَفَروا لَبِئسَ ما قَدَّمَت لَهُم أَنفُسُهُم}⁣[المائدة: ٧٨ - ٨٠]. وكان رسول الله ÷ متكئا فاستوى جالسا، ثم قال: كلا والله لتأخذوا على يدي الظالم، وتأطروهم على الحق أطرا»، يعني: تجاهدوهم عليه جهادا، فقد ذم الله القوم مع إنكارهم عليهم، ولم يرض الإنكار منهم إلا بالمباينة لهم، فلما خالطوهم عاقبهم كما أخبر به في كتابه.

  وقال عكرمة: أخذ المصحف ابن عباس فقرأ هذه السورة يعني: الأعراف، فلما بلغ قصة اليهود: {وَاسأَلهُم عَنِ القَريَةِ الَّتي كانَت حاضِرَةَ البَحرِ إِذ يَعدونَ فِي السَّبتِ إِذ تَأتيهِم حيتانُهُم يَومَ سَبتِهِم شُرَّعًا وَيَومَ لا يَسبِتونَ لا تَأتيهِم ...}⁣[الأعراف: ١٦٣] الآية، فقال ابن عباس: يا عكرمة هذه قرية بحاضر البحر يقال [لها]: أيلة، كان فيها قوم من اليهود حرم الله عليهم صيد السبت، فكان السمك إذا كان يوم السبت يجيء شرعا حتى يقع في آنيتهم وبيوتهم، وإن كان غير السبت تحجب في البحر، فلا يقدرون