وقال: لقد رأيت هذا أجمل فتى في قريش وأعطره بين أثوابه، وأخرجه من ذلك كله حب الله وحب رسوله»، وقال خباب بن الأرت: «أتيت رسول الله ÷ وهو متوسد رداءه في ظل الكعبة، فقلت: يا رسول الله ترى ما نحن فيه من الجهد فادع الله لنا بالنصر، فاستوى مغضبا ثم قال: كان الرجل ممن كان قبلكم ليحفر له الحفير فيقاع فيها، ثم يؤتى بالمنشار فينشر حتى يسقط لشقيه، دما يحجزه ذلك في دينه وأن يقول الحق، وإن كان الرجل ممن كان قبلكم ليؤتى بأمشاط الحديد فيمشط ما دون عظمه من لحم وجلد وعصب فما يحجزه ذلك عن دينه، وأن يقول الحق، ولكنكم تعجلون، والذي نفسي بيده ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب بين بصرى إلى حضرموت لا يخاف إلا الله».

  وقال عمرو بن العاص: «ما رأيت قريشا همت بقتل النبي ÷ إلا يوما واحدا، قال بعضهم لبعض في الحجر: إذا رأيتموه احملوا عليه حملة رجل واحد حتى تقتلوه فلا يُعرف من قتله، فبيناهم كذلك إذ جاء النبي فطاف بالبيت أسبوعا، ثم أتى المقام فقام يصلي خلفه، فحملوا عليه حملة رجل واحد عقبة بن أبي معيط، ثوبه يهزه حتى خر ساقطا لركبتيه»،