باب الفرق بين العقل والهوى
  غيبة لا يحل له، فأما أن يقول فيه شيئا ليس فيه قل أو أكثر فهو هتب، كما قال النبي #، فأما إذا كان فيه معصية قد أصر عليها، أو لم يتب إلى الله منها، فينبغي أن ينبهه على ذلك في ستر، فإن لم يراجع فالواجب عليه هتكه والتنبيه على سوء حالته أن يكون في ذلك هتك نفسه، وإيجاب حد عليه في ظاهر الحكم، إذا كان الذي اطلع عليه منه مستورا في الظاهر عند الناس، فأما إذا لم يكن كذلك فالذي يجب عليه من هتكه ما قاله النبي ÷: «أذكروه بما فيه يعرفه الناس».
  ومن ذلك ما روت عائشة، والحارث بن صرار الخزاعي، وغيرهما:، عن النبي ÷: «إن خزاعة أتت إلى النبي ÷ فأسلموا وكان رئيسهم الحارث بن صرار الخزاعي، فقال: يا رسول الله إن بيننا وبينك هذا الحي من كفار قريش، وإنا لا نستطيع أن نأتيك إلا في الشهر الحرام، وإني صائر إلى قومي فأجمع صدقات من أسلم منهم، فإذا كان في رأس الحول أرسل إلينا من يقبض صدقاتنا، فقال له النبي ÷: نعم، ووعده، فلما كان في رأس الحول أرسل إليه النبي ÷ الوليد بن عقبة بن أبي معيط، فلما صار في بعض الطريق خاف فرجع وقال: يا رسول الله أتيت الحارث بن ضرار وقومه فحددوا لي القتال وهموا بقتلى، فوجه النبي ÷ جيشا إلى الحارث بن ضرار وإلى خزاعة، فلما كان الجيش في بعض الطريق لقيهم الحارث بن ضرار في سروات قومه وقد حملوا صدقاتهم، فقال أمير الجيش: يا حارث بن ضرار أردت قتل رسولَ رسولِ الله، ومنعت الزكاة، وارثدت عن الإسلام! فقال الحارث: والذي بعثه بالحق ما أخرجني في سوات قومي إلا إبطاء خبر رسول الله عني فقدم المدينة، فلما أتى النبي ÷