[التحذير من السرقة والحث على الأمانة]
  وقد ذكر أن رسول الله ÷: «أكثرُ ضحكِهِ أن تبدو ناجذاه»، والناجذان فهما ما يلي النابين من الأضراس، وذلك هو التبسم لا غير في مفهوم جميع الناس.
  وكانت تقول العرب في قديم الزمان: إن بني هاشم كانوا يُعرفون بقلة الانهماك في الضحك، وإن ضحكهم كان تبسما، تنزها منهم عن القهقة في ضحكهم وتكرما، حتى اختلطوا بأهل المزح من الأجناس، وقاربوا بالحضانة والولادة سفساف الناس، فانهمَكوا في دهركم هذا مفرطين في سرف المزح والضحك، وانهتك به في مروءته من آل أبي طالب وغيرهم من انهتك.
  فإياكم يا بني ثم إياكم والتمقت بكثرة المزح والفرح والضحك عند خالقكم وإلهكم ومولاكم، فإنه سبحانه يقول في كتابه فيما أدب به عباده من كريم آداب أنبيائه بالاستحسان والرضى، قول قوم فرعون لهارون فيما مضى: {إِذ قالَ لَهُ قَومُهُ لا تَفرَح إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الفَرِحينَ}[القصص: ٧٦]، وقال في موضع آخر من كتابه ذامًّا للمرحين: {وَلا تَمشِ فِي الأَرضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخرِقَ الأَرضَ وَلَن تَبلُغَ الجِبالَ طولًا}[الإسراء: ٣٧].
[التحذير من السرقة والحث على الأمانة]
  وأما يا بني ما كره الله من السرق والخيانة، وترك أداء الأمانة، فقد كان هذا في الجاهلية عند أهلها من الكفار مذموما، وكان مَن فعله في الجاهلية لئيما معاقبا مقيتا ملوما. ثم حكم الله في السارق بقطع يده لسخطه عليه، فقال فيما