مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

(ومن سورة مريم)

صفحة 445 - الجزء 1

  قوله ø: {خَرّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا}.

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: البُكِيُّ: الباكون.

  قوله ø: {قُل مَن كانَ فِي الضَّلالَةِ فَليَمدُد لَهُ الرَّحمنُ مَدًّا}.

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: هذه دلالة من الله سبحانه على أن من ضل وعصى، كلما مُدَّ له من التأخير والأجل كان ذلك أروى وأشر. وكان عذابه إذ لا يتوب من خطيئته في طول المدة والمهل، أكبر وأعظم وأوفر وأجلُّ، لأنه كلما مد له في مهله، كان أكبر لما يُرتكب من سيئات ذنوبه، وكان أكبر لما يحله الله من العذاب في معاده.

  قوله ø: {فَلا تَعجَل عَلَيهِم إِنَّما نَعُدُّ لَهُم عَدًّا}.

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: يخبر الله تبارك وتعالى أن آجال العصاة الكفرة من العبيد، آجال عدد تفني عن قليل وتبيد، وإنها ليست بآجال بقاء وتخليد.

  قوله ø: {سَيَجعَلُ لَهُمُ الرَّحمنُ وُدًّا}.

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: الود المحبة والرضى عنده وعند الصالحين من أهل الأرض، وجميع الملائكة من أهل السماء، ولكفى بهذه فضيلة ونعمة جليلة، أن يكون من ثوابهم في حياة دنياهم ومرجعهم، رضى الله عنهم ووده ومحبته لهم، وود أهل سماواته والصالحين ممن في أرضه إياهم.

  قوله ø: لـ {وَتُنذِرَ بِهِ قَومًا لُدًّا}.

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: اللد: من كان يبدر النبي ÷ من قريش والعرب من أهل الجاهلية، فيدبرون عما يلزمهم من حجج الحق، ويجحدون ما يبين لهم من ذلك ويتناهون، وهم الذين ذكر الله فقال: {بَل هُم قَومٌ خَصِمونَ}⁣[الزخرف: ٥٨].