مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

(ومن سورة طه)

صفحة 446 - الجزء 1

  قوله ø: {أَو تَسمَعُ لَهُم رِكزًا}.

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: الركز في اللسان هو الذكر والحس.

(ومن سورة طه)

  قوله ø: {فَقولا لَهُ قَولًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَو يَخشى}.

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: لا يتوهم أحد لعل من الله وعسى، شكا منه سبحانه ولا امتراء، وذلك مخرجه عدل في الحكم، وما يجوز عند الامتحان من هذا الاسم، فلما أن كان الله تبارك وتعالى إنما يعذب ويعاقب بعد الإعذار والحجة، وكان الرسول موسى صلى الله عليه لا يحيط بما يحيط الله به في كل غيب وشهادة، وكان الله عالماً بأن الحجة إنما تجب على فرعون بتبليغ موسى له الرسالة، كان مخرج موسى تسهيلاً على موسى لمحنة الكلفة، في تبليغ فرعون مع عتوه وخوفه له ما أمره به في تبليغ الرسالة، وصحت لعل في المقالة، لأنه وإن علم أن فرعون لا يكون مؤمناً، فقد علم أنه لو اختار الإيمان لكان ممكنا، فطوى سبحانه العلم فيها عن موسى بأنه لا يؤمن بقوله: {لَعَلَّ} في المستطاع الممكن.

  وكذلك قول الله سبحانه: {عَسَى اللَّهُ أَن يَتوبَ عَلَيهِم}⁣[التوبة: ١٠٢]. فقد علم تبارك وتعالى أنهم إذا أحسنوا تِيبَ عليهم وأثيبوا، ولكن عسى هاهنا مخرجها مخرج تأديب من الله وترهيب، وتنبيه على ترك الثبات ممن أحسن على إحسانه، اتكالاً على ما مضى في وقت من الأوقات من صالح عمله، وليكون العبد وجلاً مع رجائه وأمله.

  قوله ø: {إِنَّنا نَخافُ أَن يَفرُطَ عَلَينا}.

  يقول: يسرف.