مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

[كظم الغيظ]

صفحة 51 - الجزء 1

  سبحانه فيمن فعل فاحشة أو فعلها فقد ظلم نفسه، بما تعرّض من عقاب الله وعذابها عليه.

  وأظلم الظالمين مَن ظلم نفسه بفعل الفواحش، وتعرَّض لعقاب الله جل ثناؤه، فأخبرهم سبحانه بالمخرج من ذلك، وأنه استغفار مَن أتى فاحشة بلسانه، مع التوبة إلى الله الكريم من عصيانه، وذِكْرهم لله وهو ذكرهم بالاستغفار له فيما أتوا من فواحش العصيان، عندما يذكرون رحمة الله ورأفته بالمذنب الظالم لنفسه، بركوب الزائل من باطل شهوته.

  ثم أخبر سبحانه أنه لا يغفر كبائر الذنوب [التي] تكثر عن أن يحصيها غيره إلا هو لا إله إلا هو، ثم قال سبحانه ينهاهم عن الإقامة على الذنوب والإصرار، ويرغبهم في التوبة والاستغفار، قبل هجوم الموت ومصير المصرِّ المقيم على ذنوبه إلى عذاب النار.

[كظم الغيظ]

  وأمر في غير موضع رسوله والمؤمنين بأن يكون # ويكونوا بالحسنة للسيئة دافعين، فقال: {ادفَع بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ السَّيِّئَةَ نَحنُ أَعلَمُ بِما يَصِفونَ}⁣[المؤمنون: ٩٦].

  وقال سبحانه مرغبا في قول الحسنى: {وَقولوا لِلنّاسِ حُسنًا}⁣[البقرة: ٨٣]، وقال في دفع السيئة بالحسنة: {وَلا تَستَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادفَع بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ فَإِذَا الَّذي بَينَكَ وَبَينَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَميمٌ}⁣[فصلت: ٣٤]. والولي هو: القريب الرحم المحب الشفيق، ثم قال سبحانه: إن هذا الخلق الذي رضيه لعباده المؤمنين من دفع السيئة بالتي هي أحسن: {وَما يُلَقّاها إِلَّا الَّذينَ صَبَروا وَما يُلَقّاها إِلّا ذو حَظٍّ عَظيمٍ}⁣[فصلت: ٣٥].