مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

[التوبة]

صفحة 54 - الجزء 1

  فأخبر أن البخل بالإنفاق إلقاء بأيديهم إلى التهلكة، والتهلكة هي الهلكة، فافهموا رحمكم الله.

  وقال سبحانه مكررا لما في الإنفاق من مرضاته: {يَسأَلونَكَ ماذا يُنفِقونَ قُل ما أَنفَقتُم مِن خَيرٍ فَلِلوالِدَينِ وَالأَقرَبينَ وَاليَتامى وَالمَساكينِ وَابنِ السَّبيلِ وَما تَفعَلوا مِن خَيرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَليمٌ}⁣[البقرة: ٢١٥].

  وقال في هذه السورة نفسها مكررا ومرددا لما في الإنفاق مما رزق المؤمنين لمن آمن به إليه من القربة إليه: {يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا أَنفِقوا مِمّا رَزَقناكُم مِن قَبلِ أَن يَأتِيَ يَومٌ لا بَيعٌ فيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفاعَةٌ وَالكافِرونَ هُمُ الظّالِمونَ}⁣[البقرة: ٢٥٤]. خبرا منه سبحانه عن أن مَن بخل أو أمسك عن الإنفاق مما رزقه الله فقد ظلم نفسه وكفر، ومن فعل هذا فليس من أهل التقوى ولا البر.

  وقال في هذه السورة مرددا ومكررا لما له في الإنفاق من الرضى والمحبة: {الَّذينَ يُنفِقونَ أَموالَهُم في سَبيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتبِعونَ ما أَنفَقوا مَنًّا وَلا أَذًى لَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبِّهِم وَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ}⁣[البقرة: ٢٦٢].

  وقال في هذه السورة مرددا لما في إنفاق المؤمن بالليل والنهار من الرضى والقربة: {الَّذينَ يُنفِقونَ أَموالَهُم بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبِّهِم وَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ}⁣[البقرة: ٢٧٤].

  وقال سبحانه: {وَمَثَلُ الَّذينَ يُنفِقونَ أَموالَهُمُ ابتِغاءَ مَرضاتِ اللَّهِ وَتَثبيتًا مِن أَنفُسِهِم} - والتثبيت والله أعلم الإنفاق بالنية في القربة إلى الله - {كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبوَةٍ أَصابَها وابِلٌ} - والوابل فهو المطر الغزير الشديد