[التوبة]
  - {فَآتَت أُكُلَها ضِعفَينِ فَإِن لَم يُصِبها وابِلٌ فَطَلٌّ} - والطل الندى بالليل، فهو يقوم في زكاء الثمار، مقام الوابل من الأمطار - {وَاللَّهُ بِما تَعمَلونَ بَصيرٌ}[البقرة: ٢٦٥]، ثم قال سبحانه مرغبا: {يُوَفَّ إِلَيكُم وَأَنتُم لا تُظلَمونَ}[البقرة: ٢٧٢].
  وقال في سورة آل عمران وهو يخبر عباده بما في الإنفاق من أموالهم من تمام الإيمان: {الصّابِرينَ وَالصّادِقينَ وَالقانِتينَ وَالمُنفِقينَ وَالمُستَغفِرينَ بِالأَسحارِ}[آل عمران: ١٧]. فهذه صفة الله للمؤمنين الأتقياء الأبرار، وصفهم سبحانه بالصبر والقنوت، والقنوت فهو الدعاء لله من المؤمنين، وهو قانت: خاشع وأتم، ثم وصفهم بالسخاء والإنفاق لأموالهم، وترك البخل لما في البخل من سخط ربهم، ووصفهم بالاستغفار مع التوبة وهو تمام الاستغفار من ذنوبهم، وقال سبحانه: {لَن تَنالُوا البِرَّ حَتّى تُنفِقوا مِمّا تُحِبّونَ وَما تُنفِقوا مِن شَيءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَليمٌ}[آل عمران: ٩٢].
  وقال سبحانه فيمن بخل بالإنفاق الذي هو تمام الإيمان: {فَمِنكُم مَن يَبخَلُ وَمَن يَبخَل فَإِنَّما يَبخَلُ عَن نَفسِهِ وَاللَّهُ الغَنِيُّ وَأَنتُمُ الفُقَراءُ وَإِن تَتَوَلَّوا يَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم ثُمَّ لا يَكونوا أَمثالَكُم}[محمد: ٣٨].
  وقال سبحانه في الثناء على الأنصار، وذكرهم بما فعلوا مما رضيه من عباده المؤمنين الأبرار، ومواساتهم لإخوانهم من المهاجرين، حين علموا أنهم إلى مواساتهم محتاجون: {وَالَّذينَ تَبَوَّءُوا الدّارَ وَالإيمانَ} - يعني بالدار: المدينة - {مِن قَبلِهِم يُحِبّونَ مَن هاجَرَ إِلَيهِم وَلا يَجِدونَ في صُدورِهِم حاجَةً مِمّا أوتوا وَيُؤثِرونَ عَلى أَنفُسِهِم وَلَو كانَ بِهِم خَصاصَةٌ وَمَن يوقَ شُحَّ نَفسِهِ