[أحكام النساء]
  بالتوحيد لله من إخوانه، وأهل موافقته في دينه ومقالته، فصلاته أفضل أضعافا من صلاة المنفرد وحده.
  وأما إذا كان إمام المسجد موحدا لم يضره إذا كان المتقدم الذي يؤم أن يصلي خلفه من كان مشبها، كما لا يضره أن يجلس المشبه معه قاعدا أو يلقاه في طريق ماشيا، إذا كان من تشبيهه وتوليه متبريا، فافهموا أرشدكم الله ووفقكم.
  وكان - رحمة الله عليه - يأمر بالبناء للمساجد، والصلاة فيها إذا كان من يؤم فيها موافقا في الدين، ولم يكن من الضالين المشبهين، وكان يرى أن إمام مسجد الموحدين لا يضره ولا من يصلي معه من أهل التوحيد أن يصلي معهم من خلفهم من المشبهين، ولا يجوز أن يؤم المشبهةُ الموحدين، فتفهموا، فأنا الآن راجع إلى ما أنا ذاكره مما أراده مما أراه على المؤمن في دينه واجبا، فقد ذكرت الذنوب التي ينبغي أن يكون المؤمن إلى الله منها تائبا.
[أحكام النساء]
  ويجب على المؤمنين في نسائهم أُمور قد أمر الله بها أمرا.
  منها ما أمر الله به نبيه صلى الله عليه أن يأمر بها أزواجه وبناته ونساء المؤمنين، من إدنا جلابيبهن عليهن للاستتار، وإخفاء زينتهن عمن في قلبه مرض من السفهاء والأشرار، قال الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِأَزواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ المُؤمِنينَ يُدنينَ عَلَيهِنَّ مِن جَلابيبِهِنَّ}[الأحزاب: ٥٩]. والجلابيب: المقانع التي يسترن بها وجوههن وشعورهن، يقول الله: {ذلِكَ أَدنى أَن يُعرَفنَ فَلا يُؤذَينَ}[الأحزاب: ٥٩]، يعني تبارك وتعالى: ذلك أدنى أحرى وأشبه بأن يعرفهن السفهاء والأشرار، ويعلمون بما يصرن إليه من الخفاوة