مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

في حجبة النساء

صفحة 67 - الجزء 1

  والاستتار، فيعلمون لما يرون في ذلك من حالهن أنهن لا يردن التبرج ولا الزينة، ولا إطماع أهل السفه والفجور في أنفسهن، فلا يؤذيهن الفجار بكلام في فحش، ولا يتعرض لهن بقول رديء محرم موحش.

في حجبة النساء

  وينبغي للمؤمن أن يحجب امرأته ونساءه عن الإقبال والإدبار والخروج والتردد في الأسواق، ومن دخول بيوت السفهاء الفساق، فإن كان بهن فاقة وحاجة إلى الخروج لم يخرجن إلا بإذن الولي، والخروج مستترات بثيابهن، مستخفيات بما عليهن من جلابيبهن، {وَلا يَضرِبنَ بِأَرجُلِهِنَّ لِيُعلَمَ ما يُخفينَ مِن زينَتِهِنَّ}⁣[النور: ٣١]، فإنهن إن ضربن بأرجلهن وعليهن الأجراس في أرجلهن صوَّتت الأجراس، فكان ذلك منهن زينة وتعرضا يُطمع فيهن الفجار السفهاء من الناس، وينبغي للمؤمنات أن يكن لبيوتهن وحجابهن لازمات، ولا يُدخلن عليهن أهل الريب، ولا يطرحن ما يسترن به رؤوسهن وشعورهن، ولا يبدين وجوههن ولا زينتهن، إلا لمن قال الله تبارك وتعالى وهو يأمر المؤمنات بالاستتار والاحتجاب، إلا عمن سمى من قرابتهن ومحارمهن، ممن ذكر الله في منزل الكتاب، قال الله سبحانه: {لا جُناحَ عَلَيهِنَّ} - يريد بالجناح: لا إثم عليهن - {في آبائِهِنَّ وَلا أَبنائِهِنَّ وَلا إِخوانِهِنَّ وَلا أَبناءِ إِخوانِهِنَّ وَلا أَبناءِ أَخَواتِهِنَّ وَلا نِسائِهِنَّ وَلا ما مَلَكَت أَيمانُهُنَّ}⁣[الأحزاب: ٥٥]. فهؤلاء الذي ذكر الله سبحانه المحرَّمون عليهن، وأذن لهن بإدخال هؤلاء المسمَّين إليهن، ثم قال سبحانه: {وَلا ما مَلَكَت أَيمانُهُنَّ}، فهؤلاء الذين أذن الله لهم فيهم أن يدخلوا عليهن.