من كتاب القضاء والأحكام
  الأرملة واليتيم والمسكين فيقول اقعد حتى ننظر في حاجتك يتركون مقر دين لا يقضى لهم حاجة، ويأتي الرجل الغني أو الشريف فيقعده إلى جنبه فيقول: ما حاجتك؟ يقول حاجتي كذا. فيقول: اقضوا حاجته وعجلوا بها»(١).
  دلَّ على أن القاضي يكون صلباً في دينه حتى لا يفضل غنياً على فقير، ولا شريفاً على مشروف وقد قال الله تعالى: {يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ الله وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ}[المائدة: ٥٤].
  ٢٣٠٨ - خبر: وعن كعب بن مالك، أنه تقاضى ديناً له(٢) على إنسان في المسجد وارتفعت أصواتهما حتى سمعها النبي ÷ وهو في بيته، فخرج إليهما فقال: «يا كعب». فقال: لبيك يا رسول الله. فأشار إليه بيده أتضع الشطر من دينك؟ قال: قد فعلت يا رسول الله(٣).
  دلَّ على أن الحاكم يستحب له أن يحرض(٤) في الصلح ما لم يتبين له الحق، لأنه إذا تبين له الحق وجب عليه أن يمضيه. وقد ندب الله تعالى إلى الصلح فقال عزَّ من قائلٍ: {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}[النساء: ١٢٨] وقال ø: {إِنْ يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقْ الله بَيْنَهُمَا}[النساء: ٣٥] وقال عزَّ من قائلٍ: {لاَ خَيْرَ فِي
(١) أخرجه الإمام المؤيد بالله # في شرح التجريد (خ) وورد بلفظ مقارب في حلية الأولياء: ٦/ ١٠٨، ومسند الشاميين: ٢/ ٣٢.
(٢) في (أ، ب، ج): ديناً كان له.
(٣) أخرجه الإمام المؤيد بالله # في شرح التجريد (خ) ومسلم: ٣/ ١١٩٢، والبخاري: ١/ ١٧٤، ١٧٩، ٨٥١، وابن حبان: ١١/ ٤٢٨، سنن البيهقي الكبرى: ٦/ ٦٣، أبو داود: ٣/ ٣٠٤، وابن ماجة: ٢/ ٨١١، وفي السنن الكبرى: ٢/ ٨١١.
(٤) في (أ): يخوض.