أصول الأحكام الجامع لأدلة الحلال والحرام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

من باب كتاب السير وما يلزم الإمام للأمة ويلزم الأمة للإمام

صفحة 1411 - الجزء 1

  ولا خلاف في ذلك، والأصل فيه قول الله تعالى: {يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَْرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ ...}⁣[ص: ٢٦] الآية، ولا خلاف في أن معنى القسم بالسوية بين الرعية، هو على حسب اجتهاد الإمام، وما يعلم فيه من الصلاح للعامة]⁣(⁣١).

  ٢٥٧٨ - خبر: وعن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي $ قال: قال رسول اللّه ÷: «أيما والٍ احتجب عن حوائج الناس، احتجب الله عنه يوم القيامة»⁣(⁣٢). ومعناه أنه يحجب عنه رحمته وثوابه، وليس المراد بذلك أن لا يخلو بنفسه وأهله، ويقضي أوطاره، وقد قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ}⁣[الأحزاب: ٥٣] وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ}⁣[الحجرات: ٤].

  فدل ذلك أنه ÷ كان يخلو بنفسه وأهله في كثير من الأوقات، وإنما الحجاب المذموم أن يتشبه بالفراعنة، والظلمة المتجبرين.

  ٢٥٧٩ - [خبر: وعن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي $ أنه قال: «حق على الإمام أن يحكم بما أنزل الله ø، ويعدل في الرعية، فإذا فعل ذلك فحق عليهم أن يسمعوا ويطيعوا، وأن يجيبوا إذا دعوا، وأي إمام لم يحكم بما أنزل الله فلا طاعة له»⁣(⁣٣)]⁣(⁣٤).


(١) ما بين المعقوفين ساقط في (أ).

(٢) مجموع الإمام زيد بن علي #: رقم (٥٥٧) ص ٢٤٤.

(٣) مجموع الإمام زيد بن علي #: رقم (٧٥٦) ص ٢٤٣.

(٤) ما بين المعقوفين ساقط من (أ).