من باب كتاب السير وما يلزم الإمام للأمة ويلزم الأمة للإمام
  قلنا: قد دل قوله ÷ إلا أن يجاهدوا مع المسلمين على أن الغرض في ذلك هو الجهاد والنصرة، ووجوبها باقٍ، وإن سقط وجوب الهجرة.
  فإن قيل: روي عن عمر، أنه قال: ما أحد إلا وله حق في هذا المال أعطيه، أو أمنعه، وما أحد أحق به من الآخر إلا عبد مملوك(١).
  قلنا: المراد به أهل النصرة، والجهاد.
  ٢٥٨٤ - خبر: وعن الهادي إلى الحق # يرفعه إلى أمير المؤمنين # أنه قال لبعض الخوارج في الكوفة: أما أن لكم علينا ثلاثاً ما كانت لنا عليكم ثلاث: لا نمنعكم الصلاة في مسجدنا ما كنتم على ديننا، ولا نبدأكم بالمحاربة حتى تبدأونا، ولا نمنعكم نصيبكم من الفيء ما كانت أيديكم مع أيدينا.
  ٢٥٨٥ - خبر: وعن النبي ÷ أنه حبس في التهمة.
  دلَّ على أن من ثبط غيره من بيعة الإمام(٢) التي أوجبها الله على المسلمين أنه يجب تأديبه، فإن انتهى وإلا حبس، لأن ذلك أعظم من التهمة، ولأنه رغبة عن نصرة الإسلام التي أوجبها الله على المسلمين، وحال ذلك شبه حال من يفر من الزحف، لأنه قد جمع بين معصيتين كبيرتين، إحداهما: الرغبة عن نصرة المسلمين، والثانية: أنه يشرك في
(١) شرح التجريد (خ) للإمام المؤيد بالله #، سنن البيهقي الكبرى: ٦/ ٣٥١.
(٢) في النسخة (أ): أنه يجب تأديبه، فإن انتهى وإلا حبس، لأن ذلك أعظم من التهمة، ولأنه رغبة عن نصرة الإسلام، التي أوجبها الله على المسلمين وحال ذلك ... إلخ.