من باب القول في محاربة أهل البغي
  أحدها: الخروج على الإمام والامتناع من الرجوع إلى أمر الله تعالى بعد الدعاء له، والاحتجاج عليه.
  والثاني: أن يكون لهم فئة يرجعون إليها.
  والثالث: أن يبدءوا المحقين بالقتال. أما الخروج على الإمام، والامتناع من الرجوع إلى أمر الله فدليله ما كان من خروج أهل الجمل، وأهل صفين، وأهل النهروان على علي # ودعائه لهم، واحتجاجه عليهم، وامتناعهم من الرجوع إلى أمر الله، وقول الله تعال: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ}(١) وفي هذا دليل أيضاً على أنهم لا يبدؤون بالقتال حتى يبدأوهم بالقتال، ويدل على ذلك قول أمير المؤمنين # لبعض الخوارج: لا نبدؤكم بقتال حتى تبدؤونا، وأما اشتراط الفئة التي يرجعون إليها، فإن من حارب أمير المؤمنين # كانت له منعة، وفئة يرجعون إليها يوم الجمل، ويوم صفين، ويوم النهروان.
  ٢٦١٨ - خبر: وعن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي # قال: كان رسول اللّه ÷ إذا بعث جيشاً إلى المشركين، قال: «انطلقوا باسم اللّه، وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول اللّه ÷ لا تقاتلوا
(١) في (أ): ص ٢٥٢، و (ب): ص ١٥٧ زيادة: فلم يوجب القتال إلا بعد الدعاء إلى الصلح، وامتناعهم عن الرجوع إلى أمر الله، ولم يسمهم باسم البغي إلا بعد الدعاء إلى الصلح وامتناعهم من الرجوع إلى أمر الله، هذا أيضاً دليل على أنهم لا يبدؤون بالقتال ... إلخ.