من كتاب الصلاة وباب الأذان
  لنا: وعندنا أن من كثر شكه يبني على اليقين وهو الأقل كما قالوا، وهو معنى قول القاسم #: من ابتلي بكثرة الشك في صلاته مضى فيها ولم يلتفت إلى عارض شكه. وإنما جاز له ذلك لكثرة شكه، ولأن الشك قد صار له عادة فتعذر عليه اليقين وغالب الظن، فأما من شك وتعذر عليه التحري ولم يصر ذلك له عادة فإنه يستأنف الصلاة، ومن شك وأمكنه التحري وغلب ظنه على شيء وفعله فعليه سجدتا السهو. وقد أجزت صلاته، لأن العبادات مبنية على العلم، وغالب الظن كتحري القبلة والطهور وصيام الأسير إذا اشتكل ذلك، ولأن المصلي أخذ عليه ترك الزيادة كما أخذ عليه ترك النقصان.
  ٥٢٥ - خبر: وعن النبي ÷ أنه قال: «دع مايريبك إلى ما لا يريبك»(١).
  ٥٢٦ - خبر: وعن النبي ÷ أنه قام في الركعتين ونسي أن يقعد فمضى في قيامه ثم سجد سجدتي السهو(٢).
  ٥٢٧ - خبر: وعن النبي ÷ أنه قال: «ليس على من خلف الإمام سهو فإن سها الإمام فعليه وعلى من خلفه السهو»(٣).
  لنا: ومعنى هذا الخبر أن المؤتم إذا شك فلم يدر أثلاثا صلى أم أربعا فإنه يتبع الإمام ولا سهو عليه، فأما إذا سها سهوا يخصه كأن يسبح في موضع قراءة يخافت بها، أو يقرأ في موضع تسبيح وموضعه
(١) أخرجه المؤيد بالله في شرح التجريد (خ) والترمذي في سننه برقم (٢٤٤٢) كتاب صفة القيامة والرقائق والورع.
(٢) شرح التجريد (خ) للإمام المؤيد بالله #، السنن الكبرى: ١/ ٢٠٨، شرح معاني الآثار: ١/ ٤٣٨، المعجم الأوسط: ٢/ ١٤٢.
(٣) شرح التجريد (خ) للإمام المؤيد بالله #، سنن الدار قطني: ١/ ٣٧٧.