من كتاب الخمس
  حياة النبي وسقط وجوبه بعده، واستدلوا بما روي أن عمر قال: إن لكم حقا ولا يبلغ علمي أقليل لكم أم كثير فإن شئتم أعطيتم منه بقدر ما أرى فأبينا عليه إلا كله فأبى أن يعطيناه كله. ولاحجة لهم بهذا الخبر لأن عمر قد قال: إن لكم حقا وهذا إيجاب وقوله: لا أدري أقليل أم كثير لايوجب سقوطه.
  واستدلوا أيضا بما روي عن فاطمة & أنها أتت النبي ÷ تشكو أثر الرحا في يدها وبلغها أنه أتاه شيء فسألته خادما فلم يجبها إلى ذلك وقال: «ألا أعلمك شيئا خيرا لك من ذلك تكبرين الله ø وتهللينه كذا وكذا». قالوا: وهذا يدل على أنه لم يكن لها فيه حق، ونحن ندفع قولهم بأن يحتمل أن يكون حقها فيه لايبلغ خادما ويحتمل أيضا أن يكون استطاب نفسها لحاجة المسلمين كما قد روي عنه ÷ أنه قال: «لا أدع أهل الصُّفَّةِ تُطوى بطونهم ولا أجد ما أنفق عليهم».
  واستدلوا أيضا بما روي عن الحسن بن محمد بن علي # أنه قال في سهم النبي ÷ وسهم ذي القربى: أجمع رأيهم أن جعلوا هذين السهمين في الخيل والعدة في سبيل الله وذلك في أمارة أبي بكر وعمر. وهذا أيضا لاحجة لهم فيه على سقوط وجوب هذين السهمين ويحتمل أن يكون ذلك باستطابة نفوس المستحقين لأنه قال: أجمع رأيهم فدل على الرضى من أهله.