أصول الأحكام الجامع لأدلة الحلال والحرام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

من كتاب الأيمان والكفارات

صفحة 1044 - الجزء 1

  {فَوَرَبِّكَ}⁣[مريم: ٦٨] وحروف القسم، الباء، والتاء، والواو، لا خلاف في ذلك وهو موجود في القرآن، قال الله تعالى: {فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ}⁣[المائدة: ١٠٦] وقال: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ}⁣[الأنعام: ١٠٩]، وحكى عن إبراهيم # قال: {وَتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ}⁣[الأنبياء: ٥٧] وعن أولاد يعقوب $ {تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ}⁣[يوسف: ٨٥].

  والعهد يمين لقول الله تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ الله إِذَا عَاهَدْتُمْ}⁣[النحل: ٩١] وقوله: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً}⁣[الإسراء: ٣٤]، وكذلك الميثاق يمين قال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنْ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ}⁣[الأحزاب: ٧]، وذهب الشافعي إلى أن العهد والميثاق ليسا بيمين، إلا إذا نواهما الحالف.

  وجه قولنا: ما تقدم.

  ١٩٥٢ - خبر: وعن النبي ÷ أنه قال حين طعن الناس في أمر أسامة بن زيد: «وأيم الله إن كان لخليقاً بالإمارة»⁣(⁣١).

  دلَّ على أن قول الحالف: وأيم الله يمين، والقسم بأيم الله كثير في خطب أمير المؤمنين # وبه قال أبو حنيفة، وهيم الله يمين بمعنى وأيم الله، والهاء أقيمت مقام الألف كما تقول العرب: أرقت الماء وأهرقته، والأصل في القسم بأيم الله أنه أيمن الله جمع يمين، وحذفت النون للاستخفاف وكثرة الاستعمال.


(١) أخرجه الإمام المؤيد بالله # في شرح التجريد (خ)، وابن حبان: ١٥/ ٥٣٥، والبيهقي: ٣/ ١٢٨، (تنظر الرواية في أنوار التمام).