(فصل: في التفضيل)
  بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقاص، وأبو عبيدة بن الجراح، وعبد الرحمن بن عوف، وسعيد بن زيد.
  وهذا الخبر مقطوع بكذبه عند أئمة أهل البيت $، قال أبو مِخْنَفٍ(١) في كتاب وقعة الجمل: إنَّ عليًّا # قال: (إن صاحبة الجمل لتعلم وأولو العلم من أصحاب محمد أن أصحاب الجمل ملعونون على لسان النبي فاسألوها عن ذلك وقد خاب من افترى(٢))، فقال له الزبير: يا أبا الحسن، كيف ملعونٌ من هو من أهل الجنة؟ قال: لو علمت أنكم من أهل الجنة ما قاتلتكم، قال له الزبير: أما علمت أن سعيد(٣) بن زيد بن عمرو بن نفيلٍ روى لعثمان بن عفان أن رسول الله ÷ قال: «عشرةٌ في الجنة»، قال علي: قد سمعته يُحَدّثُ عثمان في خلافته، قال الزبير: افَتَرَاهُ كَذَبَ على رسول الله ÷؟ قال له علي #: لا أُخبرك حتى تُسَمِّيْهِمْ لي، قال الزبير: هم: أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة وسعيد بن زيد وسعد بن أبي وقاص.
  قال له علي: عددت تسعة فمن العاشر.
  قال الزبير: أنت، قال له عليٌّ: أما أنت فقد أقررت أني من أهل الجنة وأنا بما ادَّعيت لنفسك وأصحابك من الجاحدين، قال له الزبير: أَفَتَرَى سعيداً كذَبَ على رسول الله ÷؟
  قال علي: ما أراه ولكنه اليقين.
(١) هو لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف الأزدي الكوفي صاحب التصانيف، توفي سنة ثمان وخمسين ومائة، عداده في ثقات الشيعة، واعتمده أئمتنا وقد نالت منه النواصب. (مفتاح السعادة باختصار).
(٢) رواه أبو العباس الحسني # في المصابيح عن زيد بن علي عن آبائه $ عن علي #، وروى نحوه عن أم هانئ، وروى قريباً منه فرات الكوفي في تفسيره.
(٣) سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي، أسلم هو وزوجته أم جميل فاطمة بنت الخطاب في أول الإسلام، توفي بالعقيق وحمل إلى المدينة ودفن بالبقيع سنة إحدى وخمسين في أيام معاوية، وهو ابن بضع وسبعين سنة. (طبقات الزيدية باختصار).