عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل:) [القرآن كلام الله اتفاقا]

صفحة 72 - الجزء 2

  فسبحان الذي دقَّت في كل شيء حكمته.

  وقد علمت أن معظم الشيء وجلّه يُنَزَّل منزلة كله وهو المطابق لِلَطائف التنزيل واختصاراته.

  فكأنَّ الله عَزَّ اسمه عَدَّدَ على العرب الألفاظ التي منها تراكيبُ كلامهم إشارة إلى ما ذكرت من التبكيت لهم وإلزام الحجة إياهم. انتهى.

(فصل:) [القرآن كلام الله اتفاقاً]

  (وهو) أي: القرآن (كلام الله تعالى اتِّفاقاً) يريد أنَّ لله تعالى كلاماً اتفاقاً.

  قال (أئمتنا $ والجمهور: وهو) أي: كلام الله تعالى الذي هو القرآن (هذا المسموع) المَتْلُوُّ في المحاريب الذي يَحْرمُ على الجنب لَمْسُهُ.

  وقالت (الأشعرية: بل) كلام الله (معنى) ثابت (في نفس المتكلم) الذي هو الله تعالى وَسَوَّوا في ذلك بين الشاهد والغائب، فإن الكلام عندهم صفة ذاتية للمتكلم كالقادر والعالم والحي، وليس من قبيل الحروف ولا الأصوات.

  وقال الإمام يحيى #: أجمع المسلمون على وصف الله سبحانه وتعالى بكونه مُتكلماً، ولكن اختلفوا في فائدة وصفنا له بذلك، فعندنا - وهو قول المعتزلة -: أن فائدته هو أنه تعالى خلق هذه الحروف والأصوات في جسم من غير أمر زائد على ذلك، وكونه متكلماً عندنا وعندهم يجري مجرى الأوصاف الاشتقاقية التي لا يُعتبر فيها إلَّا مجرد الفعل لا غير كقولنا: خالق ورازق. وأما الأشعرية فزعموا أن الكلام يُطلق بالاشتراك على أمرين: أحدهما: على المعنى القائم بالنفس.

  وثانيهما: على هذه الحروف المسموعة، وزعموا أن معنى كونه تعالى متكلماً هو اختصاصه بصفة حقيقية مغايرة لوجود هذه الحروف والأصوات قائمة بذاته كالقادرية والعالمية، وزعموا أن هذه الحروف دالَّة على هذه الصفة.

  وقالت (المطرفية: بل) كلام الله معنى (في نفس المَلَك) الأعلى المسمى ميخائيل وليس بحرف ولا صوت، وهو بناءٌ منهم على أن صفة الجسم هي الجسم.