عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[معرفة الاستدلال والشبهة]

صفحة 107 - الجزء 1

  الحجام والخاتن) وحافر القبور، أو لا يعم به التكليف علماً فقط، كالقول بأن مس الذكر ينقض الوضوء ونحو ذلك - (فالوقف) أي: فالواجب التوقف في ذلك، فلا يحكم بحل الأُجرة ولا تحريمها، ولا بقاء الوضوء ولا انتقاضه (حتى يظهر الدليلُ عليه إن كان) عليه دليل في نفس الأمر؛ (لجواز أن يَطَّلِعَ عليه بعض العلماء ويَعزُبَ عن غيره)؛ لأنه لا يلزم من وجوده في نفس الأمر وخفائه على بعض الناس محذور، (أو يظهر عدمُه) أي: عدم الدليل بأيِّ الأمارات الدالةِ على ذلك [إن لم يكن⁣(⁣١)].

[معرفة الاستدلال والشبهة]

  قال #: (والاستدلال هنا⁣(⁣٢): التعبير عَمَّا اقْتُفِي أثرُهُ) أي: عن [ذلك⁣(⁣٣)] الشيء الذي اقتفي - أي: تتبع - أثره، وأثره: هو دلالته على ما دل عليه، (وتُوُصِّل به) أي: عمَّا اتبع أثره وعما تُوُصِّل به (إلى المطلوب)، وهو المدلول عليه، كما إذا قلت: الصنع يدل على الصانع من جهة كيت وكيت⁣(⁣٤)، (ويُسَمَّى ذلك التعبير دليلاً) وسلطاناً وبرهاناً (وحجةً) يُحتج بها (إن طابق الواقع) في نفس الأمر (ما توصل به إليه) أي: إن طابق ما توصل به إلى المطلوب الواقع في نفس الأمر، أي: في حقيقته، (وإلَّا) أي: وإن لم يطابق ما توصل به إلى المطلوب الواقع (فشبهة) أي: ذلك التعبير الذي هو الدليل ينقلب شبهة؛ وإنما سمي شبهة لأنه أشبه الدليل وليس به.

  (ويُعرف كونه شبهةً بإبطاله) أي: بإبطال ذاته، بأن يكون غيرَ صحيحٍ، أو إبطال وجه دلالتِهِ (بقاطعٍ) أي: بدليل معلوم صحته (في القطعيات والظنيات معاً) أي:


(١) ساقط من (أ، ب).

(٢) أي: في معرفة الله سبحانه. (ش ك).

(٣) موجود في (أ) فقط.

(٤) فالدليل هو الصنع، والمدلول عليه: الصانع، وهذا التعبير المذكور يسمى استدلالاً. (ش ك).