عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[معاني الطبع والختم]

صفحة 330 - الجزء 1

[معاني الطبع والختم]:

  (والطَّبعُ والختمُ) اللذان ذكرهما الله تعالى في القرآن قد يكونان (بمعنى التغطية)، يقال: طَبَعَ الإناء، أي: غَطَّاهُ، وكذلك ختمه.

  (وبمعنى العَلَامَة)، يقال: طَبَعَ على الشيء، إذا جعل عليه علامةً، وكذلك خَتَمَ عليه وختمه.

  قالت (العدلية: ولا يجوز أن يُقال: إنَّ الله تعالى ختم على قلوب الكفار وطبع بمعنى غَطَّى) عليها ومنعها من وصول الإيمان إليها؛ لأن ذلك قبيح ينافي التكليف، (خلافاً للمجبرة) فإنهم جوَّزوا ذلك.

  (قلنا: أمَرَهُم ونهاهم) أي: أمر الكفار ونهاهم (عكس من لم يعقل، نحو: المجانين) فلم يأمرهم ولم ينههم، فلو غَطَّى على قلوبهم كما زعموا لم يأمرهم ولم ينههم؛ (إذ خطاب من لا⁣(⁣١) يعقل صفة نقص والله سبحانه يتعالى عنها).

  وقال (بعض العدلية) كالإمام المهدي # وغيره: (ويجوز) أن يكون الطبعُ والختمُ من الله سبحانه (بمعنى جَعَلَ عَلَامَةً) في قلب الكافر والفاسق إمَّا نقطة سوداء أو غيرها؛ ليتميز بها الكافر والمؤمن للملائكة $، وأنها تكثر بكثرة ارتكاب المعصية حتى يَسْوَدَّ القلبُ جميعاً. قالوا: وهو الرينُ الذي ذكره الله تعالى في الكتاب العزيز. قالوا: ومع اسوداد القلب لا يقبل الإيمان، ولا بُدَّ أن يكون في ذلك نوعُ لطف للملائكة $ أو غيرهم.

  قالوا: وتكون علامةُ المؤمن نكتةً بيضاء؛ لقوله تعالى: {أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ}، وقال علي # في نهج البلاغة: (الإيمانُ يبدو لمظةً، كلما ازداد الإيمان ازدادت اللُّمظة). واللمظة⁣(⁣٢): النكتة ونحوها من البياض.

  قال #: (وفيه) أي: فيما ذهب إليه بعض العدلية (نظرٌ؛ لأنها) أي:


(١) في (أ): من لم.

(٢) في القاموس: واللمظة بالضم: بياض في جحفلة الفرس السفلى، وفيه: والجحفلة بمنزلة الشفه للخيل والبغال والحمير. تمت منه مجدالدين بن محمد المؤيدي.