عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[بيان من هم العترة]

صفحة 87 - الجزء 2

  الحجة لله سبحانه على الخلق فتكون العترة $ كذلك.

  وقد قيل: إن الآيات التي تدل على فضل أهل البيت $ وعصمتهم خمسمائة آية [٥٠٠ آية] والله أعلم.

[بيان من هم العترة]

  والعترةُ في أصل اللغة: نَسْلُ الرجل وذريته؛ لأنها مشتقة من العَتِيرَةِ وهي الكَرْمَةُ التي يخرج منها العنقود؛ فيكون الرجل كالشجرة وذريته كالثمرة المتولدة من أصلها.

  واعلم أنه لا خلاف بين أهل البيت $ أن المراد بآية التطهير أهل الكساء وأولاد الحسنين⁣(⁣١) $ إلى يوم القيامة.


(١) وأيضاً دخل أهل الكساء $ لخبر الكساء المشهور بين الأمة، وهذا لا خلاف فيه بيننا وبين الإمامية، ولكن خالفوا في ذرية الإمام السبط الحسن بن علي # وفي غير أئمتهم من ذرية الإمام الحسين # فإنهم عندهم ليسوا مرادين بآية التطهير وحديث الثقلين كما ذكروا ذلك في كتبهم.

ومن الأدلة على دخول ذرية الحسنين $ في الآية وحديث الثقلين:

أن الحسن والحسين ابنا رسول الله ÷ بنص القرآن كما في آية المباهلة: {أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ}⁣[آل عمران: ٦١]، وبإجماع الأمة أنه ÷ لم يدع من الأبناء إلى الحسنين @ وبقوله ÷: «كل بني أنثى ينتمون إلى ابيهم إلا ابني فاطمة فأنا أبوهما وعصبتهما»، وقوله ÷: «إن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه وجعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب»، وقوله ÷ في علي #: «أنت أخي وأبو ولدي» وغيرها من الأدلة كثير جداً مما هو مشهور. فإذا ثبت ذلك ثبت أن ذريتهما ذرية رسول الله ÷ قطعاً ويقيناً؛ فإذا عرفت ذلك فذرية رسول الله ÷ عترته فالعترة نسل الرجل وذريته كما تقدم، وإنما دخل علي # في العترة لخبر الكساء ونحوه.

وأيضاً ذرية النبي ÷ هم آله لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ٣٣ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ}⁣[آل عمران: ٣٤]، وقوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ٢٦}⁣[الحديد]، فقال: آل إبراهيم وآل عمران، ثم قال: ذرية. وأيضاً المصطفون وهم: آل إبراهيم من فيهم النبوة والكتاب وهم ذريته، مع أنه معروف أنه إذا قيل: آل فلان فمعناه =