عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(كتاب الإمامة)

صفحة 126 - الجزء 2

(كتاب الإمامة)

  هي تابعة للنبوة في الوجه الذي وجبت له؛ لأن الأئمة $ يقومون مقام الأنبياء $ في تبليغ الشريعة وإحياء ما اندَرس منها، ومقاتلة من عَنَدَ عنها؛ ولهذا لم تكن إلَّا بإذنٍ من الشارع واختيارٍ منه كالنبوَّة.

  واعلم أن مسألة الإمامة من أكبر مسائل أصول الدين وأعظمها⁣(⁣١)؛ لأنه يترتب عليها طاعة الله وطاعة الرسول والقيام بالشرائع والجهاد والموالاة والمعاداة والحدود وغير ذلك؛ فتجب معرفتها على كل مكلفٍ، ويؤكد ذلك قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ}⁣[النساء ٥٩]، ولا تتم طاعة الإمام إلَّا بمعرفته، وقوله ÷: «من مات ولم يعرف إمامه مات ميتةً جاهلية»⁣(⁣٢)، وهذا الخبر متلقى بالقبول. ذكر ذلك القاسم بن إبراهيم # في كتاب


(١) قال المولى العلامة محمد بن عبدالله عوض أيده الله تعالى في (ثمار العلم والحكمة): الإمامة أصل من أصول الدين، والدليل على ذلك:

١ - أنها خلافة للنبوة، والنبوة أصل من أصول الدين بلا خلاف بين المسلمين، فتتبعها الخلافة.

٢ - أن الخلافة والإمامة تقام بها شعائر الإسلام من الصلوات والزكاة والحج والصيام، ويقام بها الجهاد والحدود والقصاص ودفع التظالم والإنصاف وتأمين الطرق ودفع المفسدين، وبها يجمع الفيء والصدقات ثم التوزيع على المستحقين، وبها يحيا العلم وتقام أحكام الكتاب والسنة، ويحكم بين الناس بالقسط، وترفع كلمة الله، ويعز أولياء الله، و ... إلى آخر ما يترتب عليها من المصالح العظيمة العامة والخاصة للمسلمين الدينية والدنيوية. وهذا هو معنى الأصل، بل لا معنى للأصل إلا ذلك أو ما كان كذلك.

٣ - إجماع الكتب الكلامية عند جميع طوائف المسلمين على ذكر الإمامة بين مسائل أصول الدين.

٤ - جميع فرق المسلمين الذين هم: أهل السنة على اختلاف فرقهم، والشيعة على اختلاف فرقها - كل فرقة تحكم بالضلال والتأثيم على كل من لم يوافقها فيما تذهب إليه من أحكام الإمامة؛ وهذا هو شأن أصول الدين. فكل ما ذكرنا من الأدلة برهان قاطع على ما قلنا ... إلخ كلامه أيده الله تعالى.

(٢) رواه الإمام زيد بن علي في مجموعه عن آبائه عن علي #، وذكره الإمام القاسم بن إبراهيم # في مجموعه، وقال: مع ما لا أعلم فيه بين الرواة فرقة وما لا أحسب إلا قد رأيتها عليه متفقة من =