(فصل:) [في وجوب إعانة من يصلح للإمامة]
(فصل:) [في وجوب إعانة من يصلح للإمامة]
  (ويجب على المسلمين في كل عصر إعانة من يصلح لها) أي: للإمامة بالمال والنفس والجنان والأركان (إجماعاً) بين الأمة، إلَّا من أنكر وجوبها كما سيأتي وقد مرَّ ذكرهم؛ (لأن ثمرتها) أي: فائدتها (وهي حفظ بيضة الإسلام ودفع التظالم) بين المسلمين (وإنصاف المظلومين) من الظالمين (وإقامة الحدود) التي أمر الله بها في نحو قوله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا}[المائدة ٣٨]، (ونحو ذلك) كإقامة الجُمُعات وقسم الفيء والصدقات (لا تختص وقتاً دون وقت)، بل هي حاصلة في جميع الأوقات على سواءٍ، فلهذا وجب إعانة من يصلح للإمامة في كل وقت.
  (و) اعلم أن العترة $ قد أجمعت ووافقهم غيرهم أيضاً أنه (لا يخلو الزمان ممن يصلح لها) أي: للإمامة من منصبها الشريف، وهم العترة $؛ (لأخبار صحيحة) وردت عن النبي ÷، (نحو قوله ÷: «أهل بيتي كالنجوم كلما أَفَلَ نجم طلع نجم»(١).
(١) رواه الإمام أبو طالب # في الأمالي، وأبو العباس الحسني # في المصابيح، والمنصور بالله عبدالله بن حمزة # في شرح الرسالة الناصحة، والحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين، ورواه موقوفاً على علي # الإمام عبدالله بن حمزة # في الشافي، والمرشد بالله # في الاثنينية والخميسية، وذكره في نهج البلاغة عن علي #، ورواه من المخالفين (الإمامية): الصدوق في أماليه عن ابن عباس مرفوعاً بلفظ: «كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة»، ورواه في كمال الدين وتمام النعمة ورواه المجلسي في البحار، وابن طاووس في التحصين، والسبزواري في جامع الأخبار والريشهري في ميزان الحكمة، وروى الطوسي في أماليه عن جابر مرفوعاً من جملة حديث بلفظ: «كلما غاب نجم طلع نجم»، وذكر هذا في بحار الأنوار وفيها وفي كمال الدين وتمام النعمة عن أبي جعفر # مرفوعاً بلفظ: «إنما مثل أهل بيتي في هذه الأمة كمثل نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم»، وذكره في مواضع كثيرة في بحار الأنوار، وفي الكافي للكليني عن أبي جعفر # قال: «إنما نحن كنجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم»، وفي الغيبة للنعماني وبحار الأنوار للمجلسي عن أبي عبدالله عن آبائه $ مرفوعاً: «مثل أهل بيتي مثل نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم ... إلخ» وكلها بروايات المخالفين كما عرفت بلفظ: «كلما غاب نجم ..».