(فصل): [في ذكر الروح]
  كبار أهل البيت $ في ديار أهل اليمن صرَّح كلُّ واحد منهم في زمانه بكفرهم وارتدادهم. انتهى.
(فصل): [في ذكر الروح]
  (والرُّوح أمرٌ استأثر الله تعالى بعلمه) أيْ: شيءٌ خلقه الله تعالى لا يعلمه إلا هو جل وعلا؛ (لقوله تعالى): {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ (قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي}) أي: مِنْ خَلْقِهِ وعطيته وآياته ({وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً}) [الإسراء: ٨٥].
  وهو ما (لا يكون الحيوان حيّاً إلَّا معه(١). وادِّعاء معرفة حقيقته قريب من دعوى علم الغيب؛ لفقد الدليل) أي: لعدم الدليل على معرفة حقيقته (إلا التَّخيُّل) أي: التوهم الكاذب، والاستثناء منقطع، أي: لكنَّ كثيراً من أهل علم الكلام خاضوا فيه وذكروا أقوالاً في ماهيَّته هي على الحقيقة خيالات؛ (فاكتساب أقوال الخائضين فيها ارْتواءٌ من آجِنٍ) الارتواءُ: افتعال من الرَّيِّ، وهو شرب الماء بعد العطش، والآجِنُ: الماء المتغير الكدر (واستكثار من غير طائل) أي: من شيءٍ غير نافع، ولا حظَّ فيه غير العبث واللغو والرجم بالغيب، (والله تعالى يقول: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}) [الإسراء ٣٦]، أي: لا تتبع ما لا تعلم (ويقول ø في مدح المؤمنين: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ}) [المؤمنون ٣]، وروي عن علي # أنه سأله يهودي فقال له: أخبرني عن الروح ما هو؟ فإن أبَنْتَهُ لي آمنت من ساعتي؟ فقال له علي #: (اعلم أن الرُّوح شيءٌ أوجده الله من ملكه وأودعه في ملكه، وجعل له أجلاً معلوماً ورزقاً مقسوماً، فإذا فرغ ما لك عنده أخذ ما له عندك) فأسلم اليهودي.
  وروي أن اليهود بعثت إلى قريش: أن سلوه عن أصحاب الكهف وعن ذي القرنين وعن الروح، فإن أجاب عنها كلها أو سكت عنها كلها فليس بنبيٍ،
(١) في (ب): «به».