فائدة:
  بالحمرة ونحوها، ويستحيل(١) اجتماعهما (في محل واحد دفعة) واحدة، [أي(٢)]: في وقت واحد، (خلافاً لبعض المجبرة) فإنهم جوَّزوا اجتماع الضدين والنقيضين في محل واحد، وقالوا: إن الله سبحانه قادر على ذلك.
  (قلنا: ذلك لا يُعقل) والعقل يحكم باستحالة ما لا يعقل.
فائدة:
  قالت البهشمية: والنفي - وهو أن لا يفعل القادر ما هو قبيح - جهةُ استحقاقِ ثوابٍ ومدحٍ، وأن لا يفعل ما هو واجب عليه - جهةُ استحقاقِ عقاب وذم؛ فمنشأُ الاستحقاق هو النفي الصِّرف، كالفعل للقبيح وللواجب فإنه منشأ استحقاقهما اتفاقاً.
  وقال الشيخان أبو علي وأبو القاسم: لا يصح أن يكون النفيُ جهةً للاستحقاق أصلاً؛ لأنه غير حاصل بقدرة العبد ولا تأثيره، ولأن العبد لا يخلو عن الفعل أصلاً، فلا يكون أن لا يفعل نفياً محضاً، بل هو فَعَلَ الضدَّ فيتوجه الاستحقاق إليه.
  وأجابت البهشمية: أما كون النفي غيرَ تأثيرِهِ فمسلَّم، لكنه واقف على اختياره في ذلك فجرى ذلك مجرى التأثير، وأما كون العبد لا يخلو عن فعلٍ فهو بناءٌ على أصل فاسد وقد تقدم إبطاله، قالوا: ولنا حجة على مذهبنا أن حسن ذمِّ من أخلَّ بالواجب معلومٌ ضرورة من غير نظرٍ إلى صدور فعل من ذلك الذي ترك الواجب، فإنه مَنْ بلغنا أنه ترك واجباً متعمداً حَسُنَ منَّا ذمُّهُ وإن لم يخطر ببالنا ما فعل في ذلك الوقت، وهل فعل شيئاً أوْ لا، فلولا أن النفي هو جهة الاستحقاق لما حَسُنَ منا ذلك.
  ويمكن أن يقال: إنما حَسُنَ ذمه لأنه قد نوى ترك الواجب فقد فعل فعلاً -
(١) في (أ، ب): «فيستحيل».
(٢) مثبت من (ب).