عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[ذكر بعض الأحاديث الدالة على إمامة علي #]

صفحة 169 - الجزء 2

  الغضى، وبالآخر - أعني: المنصوب في شبّوه - النار الحاصلة من شجرة الغضى، وكلاهما مجاز. كذا ذكره صاحب المطول.

  فعلى هذا قد أَطلق لفظ الغضى وأراد به ثلاثة معانٍ مختلفة:

  الأول منها: الحقيقة، وهو الشجر المعروف الذي هو القرض؛ بدليل: سقى.

  والثاني: موضعه بدليل: والساكنيه.

  والثالث: النار بدليل: شبُّوه، وهما مجازيان.

  (ومن جملة معاني «ولي»: مالك التصرف) فيفيد معنى الآية: إثبات ولاية أمير المؤمنين [علي] # على الأُمة وملك التصرُّف عليهم كما ثبت لله ولرسوله، وهو معنى الإمامة.

  وكذلك وجوب مودته ومناصرته، وأنه الأولى بها من غيره.

  فإن قيل: لا يصلُح أن يُراد بالآية المُودُّ والناصر؛ لأن لفظ «إنما» يفيد الحصر فكأنه قال: ما مودكم وناصركم إلَّا الله ورسوله وعلي، وذلك يتضمن الكذب؛ لأن من المعلوم أن غير علي # مُوِدٌّ للمؤمنين وناصر لهم، فتعين حمل الآية على معنى مالك التصرف، أي: ولي أمركم فقط. والجواب والله الموفق: أنه لا يمتنع ذلك، ويكون من القصر غير الحقيقي⁣(⁣١) كما يُقال: إنما العالم زيد، والله أعلم.

[ذكر بعض الأحاديث الدالة على إمامة علي #]

  (ومما يدل على إمامته #) من السنة: (قوله ÷) لما رجع من حجة الوداع ونزل بالوادي الذي يُسمى خماً وفيه غدير ماءٍ يُنسب إليه - أنزل الله تبارك وتعالى عليه: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}⁣(⁣٢) [المائدة ٦٧]، فأمر رسولُ الله ÷ منادِيَهُ أن ينادي


(١) ينظر، بل هو قصر ادعائي وهو حقيقي إلا أنه غير تحقيقي، والادعائي من قسم الحقيقي كما حققه أهل المعاني والبيان. تمت كاتبها مجد الدين بن محمد المؤيدي غفر الله لهما.

(٢) ذكرها الإمام زيد بن علي # في تفسيره والإمام الهادي # في مجموعه وفي الأحكام، =