عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

القسم الثالث

صفحة 3 - الجزء 2

  

الْقسم الثالث

  الكلام في النبوة والشريعة والإمامة، وما يتعلق بذلك من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والأسماء الشرعية التي تترتب عليها الموالاة والمعاداة، وما يتعلق بذلك.

  قال #:

(كتاب النبوة)

  النبوة: وزنها فُعُولَةٌ، فإن هُمِزَت فهي من الإنباء⁣(⁣١)، وإن لم تُهمز فهي من النُّبُوِّ، من نَبَا المكانُ، إذا ارتفع. ومنه قول أوس⁣(⁣٢) يرثي فضالة بن كلدة الأسدي⁣(⁣٣):

  على السيِّد الصَّعب لو أنه ... يقومُ على ذُرْوَةِ الصَّاقب

  لأصبح رَثْمَاً دُقَاقَ الحَصَى ... مكان النبي من الكاثب

  يقال: الكاثب: جبل فيه رمل وحوله رَوَابي يُقال لها: النَّبِيُّ، الواحد نابٍ، مثل غازٍ وغَزِيّ.

  يقول: لو قام فضالة على الصاقب - وهو جبل - لَذَلَّ له وتَسَهَّل له حتى يصير كالرمل الذي في الكاثب. ذكر هذا في الصحاح.

  وإن كان النَّبِيُّ مأخوذاً من الإنباء - وهو الحق - فهو «فعيل» بمعنى فاعل،


(١) أي: الإخبار. من هامش الأصل.

(٢) أوس بن حجر بن مالك التميمي، أبو شريح، شاعر تميم في الجاهلية أو من كبار شعرائها، في نسبه اختلاف بعد أبيه حجر، كان كثير الأسفار، وأكثر إقامته عند عمرو بن هند في الحيرة، عمر طويلاً ولم يدرك الإسلام، كانت تميم تقدمه على سائر شعراء العرب، وكان غزلاً مغرماً بالنساء. (الأعلام للزركلي باختصار).

(٣) فضالة بن كلدة الأسدي: شاعر جاهلي، من أعيان بني أسد، كان صديقاً للشاعر أوس بن حجر التميمي، واشتهر بما قاله أوس في رثائه. (الأعلام للزركلي باختصار).