عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[معاني القدر]

صفحة 336 - الجزء 1

[معاني القدر]:

  (والقَدَرُ) في اللغة له معانٍ:

  (بمعنى القدرة والإحكام)، كما (قال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}) [القمر: ٤٩]، أي: كل شيء مخلوق لنا فهو بتقدير وإحكام وترتيب عجيب على حسب مقتضى الحكمة، وقُرِئَ «بِقَدَْرٍ» بفتح الدالة وسكونها، قال في الصحاح: قَدَرُ الله وقَدْرُه بمعنى واحد. قال الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِهِ}⁣[الزمر: ٦٧]، أي: ما عظَّموه حق تعظيمه. والقَدْرُ والقَدَرُ أيضاً: ما يُقدره الله من القضاء، وأنشد الأخفش:

  ألا يا لقومٍ للنَّوائب والقَدْرِ ... وللأمر يأتي المرءَ من حيث لا يدري

  (وبمعنى العلم)، كما (قال تعالى: {وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ}) [الشورى: ٢٧]، أي: بعلمٍ منه، ويجوز أن يكون المعنى: بتقديرٍ منه.

  (و) قد يكون (بمعنى القَدْر) بسكون الدال، كما (قال تعالى: {فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا}) [الرعد: ١٧]، أي: بِقَدْرِها، أي: مقدارِها.

  (و) قد يكون (بمعنى الإعلام) كما (قال العجاج(⁣١):

  واعلم بأن ذا الجلال قد قَدَرْ) ... .........................

  أي: أعلم.

  ......................... ... (في الصحف الأُولى التي كان سَطَر)

  أي: في الكتب السماوية المتقدمة.


(١) عبدالله بن رؤبة بن لبيد بن صخر السعدي التميمي، أبو الشعثاء، العجاج، راجز مجيد من الشعراء، ولد في الجاهلية وقال الشعر فيها، ثم أسلم وعاش إلى أيام الوليد بن عبدالملك ففلج وأقعد، وهو أول من رفع الرجز وشبهه بالقصيد، وكان لا يهجو، وهو والد رؤبة الراجز المشهور أيضاً. له: ديوان طبع في مجلدين. (الأعلام للزركلي باختصار).