عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل:) [في الحساب]

صفحة 402 - الجزء 2

  (قلنا: لا دليل على) إعادة (الفضلات) كاليد الزائدة، وكذلك زيادة اللحم والسِّمَنِ على قدر الحاجة، وكذلك ما قُطع في حال الطاعة والعصيان، مع أنه لا وجه لما ذكراه؛ لأن الأعضاء لا تستبد بفعل الطاعة أو المعصية.

(فصل:) [في الحساب]

  (والحساب يحصل به تعجيل مسرة للسعيد لنشر الحسنات، وتعجيل عقوبة بالحسرة والندامة للشقي بكشف السيئات مع إظهار عدل الله سبحانه) وحكمته وصدق وعده ووعيده (والتناصف) من الله سبحانه لعباده حيث أوقفهم تعالى على ما أسلفوه ولم يأخذهم تعالى بقدرته، وإنصاف بعضهم من بعض، وذلك أن الله سبحانه وكّل الملائكة $ يكتبون ما يفعلون، فإذا كان يوم القيامة أُعطي المؤمن كتابه الذي كتب [الملك⁣(⁣١)] فيه حسناته بيمينه، فينظر ما عمله من الحسنات فيه؛ فيحصل مع المؤمن من السرور والبشرى ما لا يزول عن قلبه، ويقول كما حكى الله سبحانه عنه لمن حوله من أهل المحشر: {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيه ١٩ إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيه ٢٠}⁣[الحاقة].

  ويُعطى العاصي كتابه بشماله من وراء ظهره، فيقرأ جميع ما فيه من السيئات؛ فتحصل معه من الحسرة والندامة ما لا يُوصف، ويقول كما حكى الله تعالى عنه: {يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيه ٢٥ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيه ٢٦}، ذكر هذا الإمام المهدي #.

  وقال الهادي # ما لفظه: ومعنى «بيمينه» فهو اليُمن والبركة، وما تلقى به الملائكة أهل الدين والتطهرة من البشارة من ربهم، والتبشير والتطمين لهم عند توقيفهم ومحاسبتهم، فهذا معنى قوله: «بيمينه».

  وكذلك قال ذو العزة والجلال في أصحاب الميمنة حين يقول: {فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ}⁣[الواقعة ٨]، فأراد بقوله: «بالميمنة» [اليُمن⁣(⁣٢)]


(١) في الأصل و (ب): الملائكة. وما أثبتناه من (أ).

(٢) في الأصل و (ب): باليمن. وما أثبتناه من (أ).